الآية رقم (128) - قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا﴾: طلب أمرين اثنين ممّن آمن معه، أوّلاً: الاستعانة بالقادر وهذا سيقلب كلّ شيءٍ مقدوراً، فيصبح فرعون وطغيانه وأدواته كلّها مقدوراً عليها إذا هم استعانوا بالله سبحانه وتعالى، فطلب الاستعانة يكون من الله سبحانه وتعالى، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة]، لذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لابن عمّه ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف بالله في الرّخاء يعرفك في الشّدة، واعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أنّ الخلائق لو اجتمعوا على أن يُعطوك شيئاً لم يُرد الله أن يعطيك لم يقدروا عليه، أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يُصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فسل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»([1]).

قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور لقومه وموسى فاعل والجملة مستأنفة.

اسْتَعِينُوا: فعل أمر مبني على حذف النون، تعلق به الجار والمجرور بعده

بِاللَّهِ: والواو فاعله والجملة مفعول به.

وَاصْبِرُوا: عطف.

إِنَّ الْأَرْضَ: إن واسمها.

لِلَّهِ: لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بمحذوف خبر إن، والجملة تعليلية لا محل لها.

يُورِثُها: فعل مضارع والهاء مفعول به أول واسم الموصول «مَنْ» المفعول الثاني والجملة في محل نصب حال

جملة «يَشاءُ» صلة الموصول.

مِنْ عِبادِهِ: متعلقان بيشاء.

وَالْعاقِبَةُ: مبتدأ مرفوع.

لِلْمُتَّقِينَ: متعلقان بمحذوف خبر والجملة الاسمية مستأنفة.

يُورِثُها: يعطيها.

وَالْعاقِبَةُ: المصير المحمود.

لِلْمُتَّقِينَ: الله.