الآية رقم (128) - قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

ولكنّ الاستعانة بالله سبحانه وتعالى تحتاج إلى صبرٍ حتّى تجري الأمور بمقاديرها، والصّبر هو عدّة المؤمن، فيجب الصّبر على الابتلاءات؛ لأنّ هذه الحياة هي مرحلةٌ؛ لذلك حفّت أمور الحياة كلّها بالابتلاءات، فلا يوجد إنسانٌ على وجه الأرض لا يتعرّض إلى ابتلاءٍ في صحته أو ماله أو ولده أو أقربائه أو أحبابه؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه الحياة مزرعةً للآخرة، وجعل العمل في هذه الحياة لنصل إلى الحياة الدّائمة، فلا بدّ من الصّبر الّذي هو مفتاح الفرج، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزّمر: من الآية 10]، لذلك ركّز القرآن الكريم كثيراً على الصّبر فقال جلّ جلاله: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر]، وكأنّ  المسير باتّجاه الحقّ لا يمكن أن يتمّ إلّا مع الصّبر، فمن يرد أن يسير في طريق الحقّ فلا بدّ له من عدّةٍ، وهذه العدّة هي الصّبر، لذلك قال لهم موسى عليه السّلام: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا﴾.

قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور لقومه وموسى فاعل والجملة مستأنفة.

اسْتَعِينُوا: فعل أمر مبني على حذف النون، تعلق به الجار والمجرور بعده

بِاللَّهِ: والواو فاعله والجملة مفعول به.

وَاصْبِرُوا: عطف.

إِنَّ الْأَرْضَ: إن واسمها.

لِلَّهِ: لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بمحذوف خبر إن، والجملة تعليلية لا محل لها.

يُورِثُها: فعل مضارع والهاء مفعول به أول واسم الموصول «مَنْ» المفعول الثاني والجملة في محل نصب حال

جملة «يَشاءُ» صلة الموصول.

مِنْ عِبادِهِ: متعلقان بيشاء.

وَالْعاقِبَةُ: مبتدأ مرفوع.

لِلْمُتَّقِينَ: متعلقان بمحذوف خبر والجملة الاسمية مستأنفة.

يُورِثُها: يعطيها.

وَالْعاقِبَةُ: المصير المحمود.

لِلْمُتَّقِينَ: الله.