ماذا كان أوّل جوابٍ بعد الانتصار الّذي حقّقه موسى عليه السّلام في القصر الفرعونيّ؟ لنلحظ شعب بني إسرائيل كيف أجابوه، هم قالوا له: كأنّ مجيئك وعدمه سواءٌ لم يحقّق شيئاً.
﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾: هم يقتلون أبناءنا ويستحيون نساءنا ويستعبدوننا ويذلّوننا، فمجيئك وعدم مجيئك سواء، وهذا أوّل جحودٍ من شعب بني إسرائيل.
﴿قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ﴾: عسى: هي للرّجاء، وليت: للتّمنّي، وإذا كانت عسى متعلّقةً بالله سبحانه وتعالى أي أنّ الأمر محقّقٌ؛ لأنّ الرّجاء بالنّسبة لله سبحانه وتعالى واقعٌ، أمّا الرّجاء بالنّسبة للإنسان فيكون بحسب قدر المرجو منه، أمّا عندما أقول: ليت الشّباب يعود يوماً، ليت للتّمنّي لشيءٍ لا يحصل، أمّا عسى فلرجاء شيءٍ ممكن أن يحصل، هذا الفرق بين ليت وعسى.