الآية رقم (129) - قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ

ماذا كان أوّل جوابٍ بعد الانتصار الّذي حقّقه موسى عليه السّلام في القصر الفرعونيّ؟ لنلحظ شعب بني إسرائيل كيف أجابوه، هم قالوا له: كأنّ مجيئك وعدمه سواءٌ لم يحقّق شيئاً.

﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾: هم يقتلون أبناءنا ويستحيون نساءنا ويستعبدوننا ويذلّوننا، فمجيئك وعدم مجيئك سواء، وهذا أوّل جحودٍ من شعب بني إسرائيل.

﴿قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ﴾: عسى: هي للرّجاء، وليت: للتّمنّي، وإذا كانت عسى متعلّقةً بالله سبحانه وتعالى أي أنّ الأمر محقّقٌ؛ لأنّ الرّجاء بالنّسبة لله سبحانه وتعالى واقعٌ، أمّا الرّجاء بالنّسبة للإنسان فيكون بحسب قدر  المرجو منه، أمّا عندما أقول: ليت الشّباب يعود يوماً، ليت للتّمنّي لشيءٍ لا يحصل، أمّا عسى فلرجاء شيءٍ ممكن أن يحصل، هذا الفرق بين ليت وعسى.

قالُوا: الجملة مستأنفة «أُوذِينا» فعل ماض مبني للمجهول، مبني على السكون، تعلق به الجار والمجرور بعده «مِنْ قَبْلِ» . ونا نائب فاعل والجملة مقول القول.

أَنْ: ناصبة

تَأْتِيَنا: مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة من قبل إتيانك.

وَمِنْ بَعْدِ: عطف على من قبل

ما جِئْتَنا: فعل ماض والتاء فاعله ونا مفعوله، وما مصدرية، والمصدر المؤول في محل جر بالإضافة: من بعد مجيئك إلينا.

«قالَ»: الجملة مستأنفة

عَسى: فعل ماض جامد.

رَبُّكُمْ: اسمها.

أَنْ يُهْلِكَ: المصدر المؤول في محل رفع خبر عسى والتقدير مهلك (عدوكم) .

وَيَسْتَخْلِفَكُمْ: فعل مضارع منصوب معطوف، والكاف مفعوله.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بالفعل قبلهما.

فَيَنْظُرَ: الفاء فاء السببية. «ينظر» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على الخبر مهلك. ويجوز أن تكون الفاء عاطفة..

كَيْفَ: اسم استفهام في محل نصب حال.

تَعْمَلُونَ: فعل مضارع وفاعله والجملة في محل نصب مفعول به للفعل ينظر.

أوذينا: بقتل أبنائنا

من قبل أن تأتينا: من قبل أن تأتينا برسالة الله إلينا، لأن فرعون كان يقتل أولادهم الذكور حين أظلَّه زمان موسى على ما قد بينت فيما مضى من كتابنا هذا.

ومن بعد ما جئتنا: ومن بعد ما جئتنا برسالة الله, لأنَّ فرعون لما غلبت سَحرَته، وقال للملأ من قومه ما قال, أراد تجديدَ العذاب عليهم بقتل أبنائهم واستحياء نسائهم.