الآية رقم (10) - وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

من لا يعرف بالقرآن الكريم ولا بفقه اللّغة العربيّة يقول: بما أنّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ فلماذا الإنذار، ولماذا الدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى؟ الجواب: السّوائيّة هنا ليست بالنّسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست بالنّسبة إلى الدّعاة، بل بالنّسبة إلى النّاس، فهذه السّوائيّة للنّاس الّذين اختاروا الكفر، وليست لك أنت، أمّا أنت فستأخذ الأجر من الله سبحانه وتعالى على دعوتك وتبلّغ أوامره، كما قال صلى الله عليه وسلم: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»([1])، ومن اختار طريق الكفر والعناد سواءٌ عليه ءأنذرته أم لم تنذره لا يؤمن، فهو عندما اختار فإنّه لن يؤمن؛ لأنّه لا إكراه في الدّين، والأنبياء عليهم السلام كلّهم جاؤوا بالخيار، هذا هو الدّين، وهذه أوامر الله سبحانه وتعالى، فإن أردت أن تتّبع أوامره أعانك الله سبحانه وتعالى، وإن أردت أن تكفر وتجحد فالله سبحانه وتعالى يزيد في طغيانك، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾[البقرة: من الآية 15].

(([1] صحيح البخاريّ: كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذُكِر عن بني إسرائيل، الحديث رقم (3461).

«وَسَواءٌ» خبر مقدم و

«عَلَيْهِمْ» متعلقان به والجملة مستأنفة

«أَأَنْذَرْتَهُمْ» الهمزة للاستفهام وماض وفاعله ومفعوله وهو مع الهمزة مؤول بمصدر تقديره إنذارك وعدمه سواء ويعرب مبتدأ وسواء خبر

«أَمْ» عاطفة

«لَمْ» حرف جزم

«تُنْذِرْهُمْ» مضارع مجزوم بلم والهاء مفعوله والجملة معطوفة

«لا يُؤْمِنُونَ» لا نافية ومضارع وفاعله والجملة مستأنفة