فهذا الولد الصّالح يؤدّي إلى النّجاة من السّقوط في هذه الفتنة، فإذا ربّى الأبُ والأمُّ الأولادَ تربيةً صحيحةً فإنّ ذلك سينعكس عليهما، والعكس صحيح؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول في سورة (الكهف): ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ [الكهف: من الآية 82]، فصلاح الآباء يمتدّ إلى الأبناء، وقد يكون الولدُ بعدم رعاية أبويه سيّئاً فيفشل الأبوان في هذا الامتحان. فإذاً الأولاد والأموال فتنة أي اختبار، وهنا يقول تبارك وتعالى: ﴿لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا﴾: أي لن تكون سبباً في نجاتهم أو تفضيلهم عند الله سبحانه وتعالى، كما يعتقد بعض النّاس أنّ هذين العنصرين الأساسيّين في الدّنيا، وهما الأولاد والأموال، قد ينفعان الإنسان في آخرته، فيبيّن تعالى أنّه لا قيمة لهما عنده إلّا إذا كانا كما أمر سبحانه وتعالى، أي أن يكون الولد صالحاً وأن يستخدم المال في فعل الخير.
﴿وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾: لماذا قال عنهم أصحاب، والصّاحب هو الّذي يختار صاحبه؟! لأنّهم هم الّذين اختاروا النّار بأعمالهم، يقول تبارك وتعالى: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى﴾ [النّجم]، ويقول عز وجل: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء].