هذا الحديث عن اليهود وعن كلّ من يفعل ذلك، فمَثَلُ الّذي يُنفِق في سبيل الشّرّ والاحتكار والظّلم والأذى كمثل ريح فيها صرّ، والصّرّ: هو البرد الشّديد، فإنفاقهم كريح فيها بردٌ شديدٌ فأصابت حرثاً أي زرعاً، لماذا يسمّي الله الزّرع حرثاً؟ لأنّه يبيّن أنّك إذا حرثت فإنّك ستحصل على النّتيجة، فالزّرع يكون نتيجة حرث الأرض وتمهيدها من أجل الزّراعة فهي من فعل الإنسان. فإن كانت الرّيح فيها هذا البرد الشّديد فماذا تعمل؟
قطعاً ستهلك الزّرع، انظر لهذا المثل العظيم الّذي ضربه الله تبارك وتعالى للّذي يُنفق رياء وفي غير ما أمر الله سبحانه وتعالى، فيتبدّد إنفاقه ويتلاشى.
﴿وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾: هم الّذين ظلموا أنفسهم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى أعطاهم المال والولدان ولكنّهم بغوا وطغوا وخالفوا أوامره.