الآية رقم (116) - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْتحدّثنا سابقاً عن معنى التّكفير والكفر، وقلنا إنّ  التّكفير الّذي جعلوه عنواناً للإسلام هو غير التّكفير الوارد في القرآن الكريم، هم جعلوا كلمة الكفر مقابلها القتل، في حين أنّ معنى الكفر في اللّغة السّتر، واللّغة العربيّة هي الوعاء الّذي نزل به القرآن الكريم، فلذلك لا يعرفُ معاني كتاب الله سبحانه وتعالى مَن لا يعرف معاني الكلام العربيّ، فمعرفة قواعد وأحوال اللّغة العربيّة شرط أساسيّ لمن يتصدّى لعلوم التّفسير. والآيات السّابقة كانت تتحدّث عن الّذين كفروا من أهل الكتاب من اليهود، وهم الّذين كفروا أي ستروا ما جاء في التّوراة من البشارة برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فكفروا بما أُنزل عليه من القرآن الكريم.

﴿لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا: وقال تعالى في موضع آخر: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال]، والفتنة هي ابتلاء واختبار للنّاس، فقد يكون المال سائقاً للإنسان إلى فعل الخيرات، إذا لَـم يُستَخدم للاحتكار والجشع وإيذاء الآخرين، وقد يكون الولد صالحاً، وهو الّذي ذكره النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم يُنتَفع به، وولد صالح يدعو له»([1])

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً: ينظر في إعرابها الآية رقم 10 من هذه السورة

وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ: مبتدأ وخبر النار مضاف إليه والجملة معطوفة على جملة لن تغني

هُمْ فِيها خالِدُونَ: مبتدأ وخبر تعلق به الجار والمجرور والجملة خبر ثان لأولئك.

لَنْ تُغْنِيَ: لن تجزئ وتنفعك