الآية رقم (277) - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

(لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ): هؤلاء الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات، الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة، هذا العمل لله، فإذاً الأجر عند الله، خذ الأمر بمقياسه، ولا تأخذه بمقياسك، خذ الأمر بمقدار عطائه ولا تأخذه بمقدار عطائك، خذ الأمر بقوّته وقدرته وسلطانه وملكه وجبروته وعظمته، فإذاً أنت تنسب الفعل للفاعل، وإيّاك أن تنظر إلى المفعول، انظر دائماً إلى الفاعل مثال: طفل ضربك، وبطل ملاكمة ضربك، كم هو الفارق بينهما؟ لذلك (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) يكرّر المولى سبحانه وتعالى أنّ الأجر عنده، وطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى لا تحدّها حدود، فإذاً الأجر يكون على حسب المؤجر.

(وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ): فلا خوفٌ عليهم في الدّنيا، فهم حصّنوا أموالهم، وداووا مرضاهم، وتركوا ميراثاً لأولادهم في الدّنيا.

(وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ): ولا هم يحزنون في الآخرة، فالخوف ممّا سيقع والحزن على ما وقع، فإذاً لن تخاف ولن تحزن طالما أنت في كنف الله سبحانه وتعالى، وكيف تكون في كنف الله؟ ذلك عندما تكون من الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا: إن واسمها آمنوا ماض وفاعله والجملة صلة الموصول

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة ومثلها الجملتان: «وَأَقامُوا الصَّلاةَ» «وَآتَوُا الزَّكاةَ» عطفعلى ما قبله

لَهُمْ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم
أَجْرُهُمْ: مبتدأ مؤخر والجملة في محل رفع خبر إن
عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من أجرهم
رَبِّهِمْ: مضاف إليه
وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ: ينظر في إعرابها الآية «274» .

أي إنَّ الذين صدقوا بالله ورسوله وبما جاءهم من الأوامر والنواهي، وعملوا الصالحات التي تصلح بها نفوسهم كمواساة المحتاجين، وإنظار المعسرين، وأقاموا الصلاة التي تذكّر المؤمن بربّه وتقرّبه إليه، وأتوا الزكاة المفروضة التي تساهم في تخفيف الفقر ومحبة الناس لبعضهم، لهم ثواب كامل مدّخر عند ربّهم الذي تعهدهم بالرّعاية في شؤونهم، ولا يخافون مما هو آت، ولا يحزنون على ما فات.

وخصّ الله تعالى الصّلاة والزّكاة مع شمول الأعمال الصالحة لهما، اهتماما بشأنهما لأنهما أعظم أركان العبادة العملية.