فإذاً هذه إشاعة الخير في المجتمع، ما هذه المقارنة العظيمة؟
(يَمْحَقُ): المحق: النّقصان، ومنه: المحاق، آخر الشّهر إذا انمحق الهلال، يُقال: محقه: إذا نقصه وأذهب بركته، أي يزول أثراً بعد أثر، فإذاً لا يزول مال الرّبا دفعة واحدة، ولكن انظروا إلى المرابين وانظروا إلى ميراثهم لأبنائهم هل مُحق أم لا؟ هذا قرآن يُتلى ويتعبّد به ويُصلّى به إلى يوم الدّين، فلا يمكن أن يقول المولى: إنّه يمحق الرّبا إلّا ويُمحق الرّبا، ولكن لا يزول دفعة واحدة، هذا الدّاء داء خطير في المجتمعات يدمّر اقتصاد المجتمعات.
(وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ): الزّيادة تكون بالصّدقة، فإذا أردت أن يزيد مالك ويربو فعليك أن تنفق منه على خلق الله وتُساعد المحتاجين والفقراء، فأيّ صورة راقية وأعظم وأجمل وأربى من هكذا صورة.
(وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ): لم يقل سبحانه وتعالى: (والله لا يحبّ كلّ كافر آثم)، وإنّما استخدم صيغة مبالغة للكلمتين: (كَفَّارٍ) صيغة مبالغة من كافر، (أَثِيمٍ) صيغة مبالغة من آثم، فهو مُكثر في جحوده لأمر الله وكفره؛ لأنّه أحلّ الرّبا واستغلّ حاجة المحتاجين؛ لذلك جاءت نهاية الآية المتعلّقة بالرّبا وأكلة الرّبا في المجتمع: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ).