الآية رقم (278) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الخطاب هنا للمؤمنين، فالمؤمن بينه وبين الله سبحانه وتعالى عقد إيمانيّ، فعليه أن يأخذ الأوامر والتّكاليف من الله سبحانه وتعالى، فعند التّكاليف والأوامر الإلهيّة يأتي الخطاب للّذين آمنوا، فإذا استخدم الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)

فاعلم أنّ بعدها وظيفة وتكليفاً إيمانيّاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) [البقرة: من الآية 183]، (يأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة]،  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم) [البقرة: من الآية 254]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النّساء]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النّساء], (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) [المائدة]، حتّى عمليّة ترك الرّبا خوطب بها المؤمنون؛ لأنّ الرّبا كان سائداً في المجتمع الجاهليّ.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: ينظر في إعرابها الآية «254»

اتَّقُوا اللَّهَ: فعل أمر وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به

وَذَرُوا: عطف على واتقوا «ما» اسم موصول مفعول به

بَقِيَ: ماض وفاعله هو والجملة صلة الموصول

مِنَ الرِّبا: متعلقان ببقي

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: إن شرطية جازمة كنتم فعل ماض والتاء اسمها، وهو في محل جزم فعل الشرط

مُؤْمِنِينَ: خبرها منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم وجواب الشرط محذوف تقديره إن كنتم مؤمنين فذروا ما بقي من الربا.

اتَّقُوا اللَّهَ: أي قوا أنفسكم عقابه.

وَذَرُوا: اتركوا.