الآية رقم (89) - أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ

﴿أُوْلَئِكَ﴾: أولئك الأنبياء عليهم السَّلام الّذين ورد ذكرهم سابقاً.

﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ﴾: منهم من آتاه الله سبحانه وتعالى الكتاب، كسيّدنا موسى عليه السَّلام آتاه الله سبحانه وتعالى التّوراة، وسيّدنا عيسى عليه السَّلام آتاه الإنجيل، وسيّدنا داود عليه السَّلام آتاه الزّبور، وسيّدنا إبراهيم عليه السَّلام آتاه الصُّحُف.

﴿وَالْحُكْمَ﴾: وهما سليمان وداود عليهما السّلام.

﴿وَالنُّبُوَّةَ﴾: وهم بقيّة الأنبياء عليهم السَّلام.

﴿فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء﴾: من هؤلاء؟ هم مشركو الجزيرة العربيّة، وهم اليهود الّذين حاربوا وناصبوا النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم العَداء، فإن يكفروا بهذه الرّسالات السّماويّة، وبرسالتك يا محمّد، ﴿فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ﴾: قال العلماء: هم الأنصار أهل المدينة المنوّرة والمهاجرون الّذين هاجروا مع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وهم ليسوا كافرين بكلّ هذه الرّسالات السّماويّة؛ لأنّهم آمنوا بالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وبرسالته، هذه الرّسالة الّتي وحّدت الرّسالات جميعها.

أُولئِكَ: اسم إشارة مبتدأ

الَّذِينَ: اسم موصول خبره

آتَيْناهُمُ: فعل ماض وفاعله ومفعوله الأول

الْكِتابَ: مفعول به ثان

وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ: عطف والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها

والجملة الاسمية (أولئك الذين): مستأنفة لا محل لها

فَإِنْ: الفاء استئنافية وإن شرطية جازمة تجزم فعلين مضارعين.

يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ: فعل مضارع مجزوم تعلق به الجار والمجرور واسم الإشارة هؤلاء فاعله، والجملة مستأنفة لا محل لها.

فَقَدْ: حرف تحقيق والفاء واقعة في جواب الشرط

وَكَّلْنا بِها قَوْماً: فعل ماض تعلق الجار والمجرور ونا فاعله وقوما مفعوله، والجملة في محل جزم جواب الشرط

لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ: فعل ماض ناقص، والواو اسمها بكافرين الباء حرف جر زائد كافرين اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ليس،

بِها: متعلقان باسم الفاعل «كافرين» والجملة في محل نصب صفة «قَوْماً» .

الْكِتابَ: أي الكتب

وَالْحُكْمَ: الحكمة وهي العلم النافع والفقه في الدين

فَإِنْ يَكْفُرْ بِها: أي بهذه الثلاثة: الكتب والحكمة والنبوة

هؤُلاءِ: أي أهل مكة.

فَقَدْ وَكَّلْنا بِها: هيأنا لها

قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ: هم المهاجرون والأنصار