الآية رقم (88) - ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

﴿ذَلِكَ هُدَى اللّهِ﴾: أي ما مرّ هو هدى الله سبحانه وتعالى، وقلنا: بأنّ الهداية لها نوعان: إمّا هداية دلالةٍ، أو هداية معونةٍ، هداية الدّلالة كُلّف بها الأنبياء عليهم السَّلام، فهُدى الله سبحانه وتعالى هو الرّسالات السّماويّة، والبلاغ عن الله سبحانه وتعالى الّذي كُلّف به الأنبياء عليهم السَّلام.

﴿يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾: قد تقول: لم يشأ الله سبحانه وتعالى أن يهديني، الله سبحانه وتعالى لم يشأ عندما لم تختر، وهو ترك لك الخيار ووضع لك مشيئةً، لو لم يشأ لم تكن لك مشيئةٌ، ولأجبرك على الاختيار، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس]، والإنسان يُحاسَب على اختياره، ولا يُحاسَب على علم الله سبحانه وتعالى باختياره، وهذا هو مناط التّكليف، ومناط الثّواب والعقاب، وهو واضحٌ للنّاس جميعاً، وأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نأخذ بهذا الطّريق ولكنّنا نحن اخترنا الطّريق الآخر، لذلك: ﴿يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾، فمشيئة الله سبحانه وتعالى بأن جعل لك مشيئةً، ولو أراد سبحانه وتعالى لما جعل لك مشيئةً.

﴿وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾: فكلّ عملٍ مع الإشراك لا يغني.

ذلِكَ: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف للخطاب

هُدَى: خبره

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه، والجملة مستأنفة لا محل لها.

يَهْدِي بِهِ مَنْ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور ومن اسم موصول مفعوله

يَشاءُ: مضارع فاعله مستتر.

مِنْ عِبادِهِ: متعلقان بمحذوف حال أي كائنا من عباده

وجملة (يَشاءُ): صلة الموصول لا محل لها

وجملة (يَهْدِي بِهِ): في محل نصب حال من هدى الله.

وَلَوْ: لو حرف شرط غير جازم والواو للاستئناف

أَشْرَكُوا: فعل ماض وفاعل والجملة مستأنفة لا محل لها

لَحَبِطَ عَنْهُمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور واللام واقعة في جواب الشرط

واسم الموصول ما: فاعل حبط والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

ويمكن أن تكون ما: مصدرية، والمصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها في محل رفع فاعل التقدير: حبط عنهم عملهم.

كانُوا يَعْمَلُونَ: فعل ماض ناقص والواو اسمها وجملة يعملون خبرها وجملة الفعل الناقص صلة الموصول لا محل لها على إعراب «ما» اسم موصول.

ذلِكَ: الدين الذي هدوا إليه

لَحَبِطَ: لبطل عنهم عملهم