الآية رقم (90) - أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ

﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ﴾: أولئك الأنبياء عليهم السَّلام أعطاهم الله عزَّ وجلّ الهداية لهداية البشريّة.

﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾: الأنبياء السّابقون منهم من كان له الـمُلك والسّلطان والقدرة، ومنهم من أصابه البلاء الشّديد، فخذ يا محمّد قدوةً بكلّ الأنبياء، فكلّ الصّفات الصّالحة والعظيمة الّتي أنزلها الله سبحانه وتعالى وجعلها في أنبيائه وفي رسله اجتمعت في شخص النّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين، يقول سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب].

﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾: الهداية لا تحتاج إلى أجرٍ، النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والأنبياء عليهم السَّلام قبله لم يطلبوا أجراً على إصلاح البشريّة، وإنّما هم موكّلون من قِبل الله سبحانه وتعالى بإصلاح وهداية البشريّة، وهذه هي رسالتهم عليهم السَّلام.

﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾: هذا الصّراط المستقيم، وهذه الهداية الّتي وُكّل بها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنّما هي ذكرى للعالمين، ولذلك سمّي القرآن الكريم ذكراً، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر]، لماذا سمّي ذكراً؟ الذّكر ضدّ النّسيان، وهو معك دائماً، لذلك سمّي القرآن الكريم ذكراً.

أُولئِكَ الَّذِينَ: مبتدأ وخبر كالآية السابقة والجملة مستأنفة لا محل لها

هَدَى اللَّهُ: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها والعائد محذوف والتقدير هداهم الله.

فَبِهُداهُمُ: الفاء هي الفصيحة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل اقتده بعدهما

اقْتَدِهْ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والهاء للسكت، والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر إذا كان الأمر كما ذكر فاقتد بهم.

قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة

لا أَسْئَلُكُمْ: فعل مضارع فاعله أنا والكاف مفعوله الأول، ولا نافية لا عمل لها، والجملة مقول القول

عَلَيْهِ: متعلقان بمحذوف حال من «أَجْراً»

و أَجْراً: مفعوله الثاني.

إِنْ: النافية

هُوَ: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ

إِلَّا: أداة حصر

ذِكْرى: خبر

لِلْعالَمِينَ: متعلقان بذكرى، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

أولئك: هؤلاء القوم الذين وكلنا بآياتنا وليسوا بها بكافرين, هم الذين هداهم الله لدينه الحق, وحفظ ما وكلوا بحفظه من آيات كتابه، والقيام بحدوده، واتباع حلاله وحرامه، والعمل بما فيه من أمر الله، والانتهاء عما فيه من نهيه, فوفقهم جل ثناؤه لذلك

فبهداهم اقتده: فبالعمل الذي عملوا، والمنهاج الذي سلكوا، وبالهدى الذي هديناهم، والتوفيق الذي وفقناهم

اقتده: يا محمد، أي: فاعمل، وخذ به واسلكه, فإنه عمل لله فيه رضًا، ومنهاجٌ من سلكه اهتدى.