﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ﴾: أولئك الأنبياء عليهم السَّلام أعطاهم الله عزَّ وجلّ الهداية لهداية البشريّة.
﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾: الأنبياء السّابقون منهم من كان له الـمُلك والسّلطان والقدرة، ومنهم من أصابه البلاء الشّديد، فخذ يا محمّد قدوةً بكلّ الأنبياء، فكلّ الصّفات الصّالحة والعظيمة الّتي أنزلها الله سبحانه وتعالى وجعلها في أنبيائه وفي رسله اجتمعت في شخص النّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين، يقول سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب].
﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾: الهداية لا تحتاج إلى أجرٍ، النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والأنبياء عليهم السَّلام قبله لم يطلبوا أجراً على إصلاح البشريّة، وإنّما هم موكّلون من قِبل الله سبحانه وتعالى بإصلاح وهداية البشريّة، وهذه هي رسالتهم عليهم السَّلام.
﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾: هذا الصّراط المستقيم، وهذه الهداية الّتي وُكّل بها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنّما هي ذكرى للعالمين، ولذلك سمّي القرآن الكريم ذكراً، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر]، لماذا سمّي ذكراً؟ الذّكر ضدّ النّسيان، وهو معك دائماً، لذلك سمّي القرآن الكريم ذكراً.