الآية رقم (20) - يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

ما زالت الآيات تتحدّث عن المثل الّذي ضربه الله سبحانه وتعالى عن المنافقين، فهم يريدون الخير صِرفاً من غير صعوبة ولا ابتلاء، وهذا المطر فيه الرّعد والبرق، والظّلمات، ولا بدّ من تحمّل المشقّة للحصول على الخير.

وليس هناك دين بلا تكليف، ومن أراد ديناً بلا تكليف فهذا ليس ديناً. والتّكاليف الشّرعيّة ليست عبادة فقط، افعل ولا تفعل، بل يعني هذا حلال وهذا حرام، وهذا يجوز وهذا لا يجوز. وليس هناك دين بلا تكاليف ووظائف، ولا بدّ من ترجمة الإيمان بالأفعال، ولا بدّ من الصّبر على تحمّل الابتلاءات.

والمنافق يريد أن يحصل على الخير من غير أن يتحمّل عبءً، وأن تأتيه المكاسب من غير مقابل، فهو لا يريد أن يتحمّل أيّ تكليف مقابل المكسب الّذي يحصل عليه. ولذلك ضرب الله سبحانه وتعالى لهم هذا المثل: كصيّب أي مطر وهو خير يَنزل من السّماء ومع الخير ظلمات ورعد وبرق.

يَكادُ: فعل مضارع ناقص.

الْبَرْقُ:سمها مرفوع.

يَخْطَفُ: فعل مضارع والفاعل هو يعود على البرق. والجملة في محل نصب خبر للفعل الناقص.

أَبْصارَهُمْ: مفعول به. وجملة يكاد البرق مستأنفة.

كُلَّما: كل مفعول فيه ظرف زمان منصوب ما مصدرية وتؤول مع الفعل الماضي.

أَضاءَ: بمصدر في محل جر بالإضافة.

لَهُمْ: متعلقان بالفعل وجملة أضاء صلة موصول حرفي لا محل لها من الإعراب.

مَشَوْا: تعرب كإعراب خلوا والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

فِيهِ: متعلقان بمشوا.

وَإِذا: الواو عاطفة وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه.

أَظْلَمَ: فعل ماض والفاعل ضمير مستتر يعود على البرق والجملة في محل جر بالإضافة.

عَلَيْهِمْ: متعلقان بأظلم.

قامُوا: فعل ماض وفاعل. والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

«وَلَوْ» الواو عاطفة. لو حرف امتناع لامتناع.

«شاءَ اللَّهُ» فعل ماض وفاعل. وجملة شاء ابتدائية لا محل لها.

«لَذَهَبَ» اللام واقعة في جواب الشرط. ذهب فعل ماض والفاعل هو يعود إلى الله.

«بِسَمْعِهِمْ» متعلقان بالفعل ذهب.

«وَأَبْصارِهِمْ» الواو عاطفة. أبصارهم اسم معطوف.

«إِنَّ» حرف مشبه بالفعل.

«اللَّهُ» لفظ الجلالة اسمها منصوب.

«عَلى كُلِّ» متعلقان باسم الفاعل المؤخر قدير.

«شَيْءٍ» مضاف إليه.

«قَدِيرٌ» خبر مرفوع بالضمة. وجملة لذهب جواب شرط غير جازم لا محل لها.

وجملة إن الله كذلك لا محل لها لأنها جملة تعليلية.

البرق: هو الضوء الذي يلمع في السحاب غالبا بسبب احتكاك الهواء واتحاد كهربية السحاب الموجبة بالسالبة.

الخطف: الأخذ بسرعة.

قامُوا: وقفوا وثبتوا في أماكنهم متحيرين منتظرين تغير الحال، للوصول إلى النجاة.

والظلمات: هي ظلمة الليل وظلمة السحب وظلمة الصيّب نفسه.