ما زالت الآيات تتحدّث عن المثل الّذي ضربه الله سبحانه وتعالى عن المنافقين، فهم يريدون الخير صِرفاً من غير صعوبة ولا ابتلاء، وهذا المطر فيه الرّعد والبرق، والظّلمات، ولا بدّ من تحمّل المشقّة للحصول على الخير.
وليس هناك دين بلا تكليف، ومن أراد ديناً بلا تكليف فهذا ليس ديناً. والتّكاليف الشّرعيّة ليست عبادة فقط، افعل ولا تفعل، بل يعني هذا حلال وهذا حرام، وهذا يجوز وهذا لا يجوز. وليس هناك دين بلا تكاليف ووظائف، ولا بدّ من ترجمة الإيمان بالأفعال، ولا بدّ من الصّبر على تحمّل الابتلاءات.
والمنافق يريد أن يحصل على الخير من غير أن يتحمّل عبءً، وأن تأتيه المكاسب من غير مقابل، فهو لا يريد أن يتحمّل أيّ تكليف مقابل المكسب الّذي يحصل عليه. ولذلك ضرب الله سبحانه وتعالى لهم هذا المثل: كصيّب أي مطر وهو خير يَنزل من السّماء ومع الخير ظلمات ورعد وبرق.