الدّالّات على وجود الله سبحانه وتعالى من لدن آدم عليه السَّلام إلى محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم.
فقد كانت تأتي الرّسل للبيان عن الله سبحانه وتعالى، فلم يعد هناك حجّةٌ بعدم الإيمان، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾ [الجنّ]، فالجنّ كانوا يسترقون السّمع.
﴿وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا﴾: هناك إنذارٌ فتجريمٌ كما ذكرنا، وهناك بيانٌ ورسلٌ، وقد يسأل أحدهم: هل هناك رسلٌ أُرسِلوا للجنّ؟ الجواب: اختلف العلماء في ذلك، لكن من الواضح أنّه عندما كانت تأتي الرّسل عليهم السَّلام إلى الإنس فإنّ الجنّ كانوا يعلمون بهم ويعلمون الحقّ، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ ﴾ ]إبراهيم: من الآية 22[، فالشّيطان يعلم أنّ وعد الله سبحانه وتعالى الحقّ. ونتذكّر عندما قال الشّيطان -لعنه الله- لله جلَّ جلاله: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص]، أي أنّني أستند على استغنائك عن عبادة خلقك يا ربّ، هذا معنى: ﴿فَبِعِزَّتِكَ﴾، ثمّ قال: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ [ص]، إلى يوم الحساب الّذي ينادي به المولى سبحانه وتعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي﴾، مُخاطباً الإنس والجنّ معاً.