الآية رقم (136) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾: هذا أوّل إشكالٍ تحدّث عنه المستشرقون في كثيرٍ من كتبهم لعدم معرفتهم بأسرار اللّغة العربيّة؛ ولأنّ المستشرق أو القارئ للقرآن يعتقد عندما يقرأ القرآن أنّه يقرأ كلاماً بشريّاً فيحدث الإشكال، أمّا عندما يُنسب القول للقائل وهو الله سبحانه وتعالى فترى الأمر واضحاً، والله سبحانه وتعالى لا حدود لكماله، ولا حدود لكلماته: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ [الكهف].

كيف يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ﴾؟ وهو يخاطبهم بـــ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾؟ مثلاً كقول: يا من تشرب اشرب، كيف؟ هذا في اللّغة البشريّة، أمّا هذا الكلام فكلامٌ إلهيٌّ، فما معنى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ﴾؟ نأتي إلى آيةٍ أخرى يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ [الأحزاب: من الآية 1]، المتّقي الأوّل على وجه الأرض هو النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمّ يقول له: ﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾؟!

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: تقدم إعرابها

آمَنُوا: فعل أمر تعلق به الجار والمجرور بعده

بِاللَّهِ: والواو فاعله

وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ: عطف

الَّذِي: اسم موصول في محل جر صفة

«نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ»: الجملة صلة الموصول

وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ: قبل مفعول فيه ظرف زمان مبني على الضم في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بأنزل

وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ: اسم الشرط مبتدأ ولفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بفعل الشرط يكفر

وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ: عطف على الله تعالى

وَالْيَوْمِ الْآخِرِ: عطف أيضا والآخر صفة

فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً: فعل ماض ومفعول مطلق وصفته والفاعل مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر من.

يا أيها الذين آمنوا: بمن قبل محمد من الأنبياء والرسل، وصدَّقوا بما جاؤوهم به من عند الله

آمِنوا بالله ورسوله: صدّقوا بالله وبمحمد رسوله، أنه لله رسولٌ، مرسل إليكم وإلى سائر الأمم قبلكم

والكتاب الذي نـزل على رسوله: وصدّقوا بما جاءكم به محمد من الكتاب الذي نـزله الله عليه، وذلك القرآن

والكتاب الذي أنـزل من قبل: وآمنوا بالكتاب الذي أنـزل الله من قبل الكتاب الذي نـزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو التوراة والإنجيل.