الآية رقم (137) - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً

هؤلاء هم المنافقون؛ لأنّهم آمنوا في أوّل الأمر ثمّ كفروا بعد ذلك، آمنوا أي أظهروا الإيمان، ثمّ كفروا، وبعد ذلك ازدادوا كفراً؛ أي هم قصدوا الفتنة عندما قالوا: آمنوا في أوّل النّهار واكفروا آخره، هم أرادوا الفتنة، ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة: من الآية 191]، فلذلك هؤلاء: ﴿لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً﴾ ألم يكن الله سبحانه وتعالى ليهديَهم؟! نعم لم يكن الله سبحانه وتعالى ليهديهم؛ لأنّهم آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ادّعوا بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا، هذا إيمان القول وليس إيمان العقيدة.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا: إن واسم الموصول اسمها والجملة صلة الموصول لا محل لها

ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا: عطف

ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً: فعل ماض وفاعل وتمييز والجملة معطوفة

لَمْ يَكُنِ اللَّهُ: فعل مضارع ناقص مجزوم ولفظ الجلالة اسمها والجملة في محل رفع خبر إن

لِيَغْفِرَ لَهُمْ: اللام لام الجحود والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر يكن أي: لم يكن مريدا للغفران لهم ولهم متعلقان بيغفر

وَلا لِيَهْدِيَهُمْ: عطف على ليغفر لهم والهاء مفعول به فاعله أنت أول

سَبِيلًا: مفعول به ثان والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر أيضا.

قال بعضهم: تأويله: إن الذين آمنوا بموسى عليه السلام ثم كفروا به، ثم آمنوا= يعني: النصارى= بعيسى عليه السلام ثم كفروا به، ثم ازدادوا كفرًا بمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم=” لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلًا “.