فعندما يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ﴾ أي حافظوا على إيمانكم؛ لأنّ الإيمان ليس قضيّة كلمةٍ، فمن حوّل الإيمان من عقيدةٍ إلى كلمةٍ يحتاج أن يؤمن، ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات].
وعندما يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ أي يا أيّها النّبيّ داوم على تقوى الله سبحانه وتعالى، وقوله هنا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ﴾ أي أنّ هذا الإيمان يجب ألّا يكون إيماناً قوليّاً، ويجب عدم تحويل العقيدة إلى كلامٍ.
﴿آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ﴾: أي آمنوا حقّ الإيمان.
﴿وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ﴾: القرآن الكريم.
﴿وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ﴾: أي التّوراة والإنجيل والزّبور وصُحف إبراهيم عليه السلام؛ لأنّنا نؤمن بكلّ الأنبياء والكتب، وهذه هي وحدة التّديّن.