الآية رقم (279) - فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا): إذاً هناك من يريد ألّا يفعل، وبدليل ما نراه الآن في كلّ الكرة الأرضيّة من النّظام الرّأسماليّ.

(فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ): هذا أمر مخيف جدّاً، فهذه المرّة الوحيدة الّتي يستخدم فيها المولى سبحانه وتعالى هذه العبارة (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ).

(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدّثر: من الآية 31]،  فلا تعرف من أين يأتيك، يمحق المال، ويأخذ الصّحّة، وتلاقي من العنت والشّدائد والمصائب والهموم ما تلاقي، وتُحاسب يوم القيامة، (وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ) [الحديد: من الآية 20].

(فَأْذَنُوا): من كلمة الإذن، والأذن هي وسيلة الإعلام، والآذان هو إعلام بدخول الوقت، الأذن هي وسيلة التّلقّي، وسيلة السّمع: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء: من الآية 36]، فأذنوا أي اعلموا، فهذا إعلام بحرب، هذه الحرب خصمك فيها من لا طاقة لك على مواجهته، الله ورسوله.

(وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ): لماذا؟ لأنّه ضمن لك رأس المال ومنع عنك زيادة الرّبا أو الفائدة الّتي هي حرام والّتي حرّمها الله سبحانه وتعالى، فإذاً الأمر يحتاج إلى توبة، من يرتكب الرّبا فقد ارتكب موبقة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اجتنبوا السّبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: «الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»([1]).

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) [النّساء]، الحديث رقم (2615).

فَإِنْ: الفاء استئنافية إن شرطية

لَمْ: جازمة

تَفْعَلُوا: مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل وهو فعل الشرط

فَأْذَنُوا: الفاء رابطة وأذنوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل

بِحَرْبٍ: متعلقان بأذنوا

مِنَ اللَّهِ: لفظ الجلالة مجرور بمن ومتعلقان بصفة من حرب

وَرَسُولِهِ: عطف على الله والجملة في محل جزم جواب الشرط

وَإِنْ تُبْتُمْ: الواو عاطفة وإن شرطية تبتم فعل ماض والتاء فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط.

فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ رؤوس

أَمْوالِكُمْ: مضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط

لا تظلمون: لا نافية تظلمون مضارع وفاعل والجملة في محل نصب حال

وَلا تُظْلَمُونَ: فعل مضارع مبني للمجهول ونائب فاعل والجملة معطوفة.

فَأْذَنُوا اعلموا، من أذن بالشيء: علم به.

بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ: بغضب منه

وحرب من رسوله: بمعاملتكم معاملة البغاة وقتالكم بالفعل في عصره، واعتباركم أعداء له في كلّ عصر.

وَإِنْ تُبْتُمْ: رجعتم عنه.

فَلَكُمْ رُؤُسُ: أصول.

لا تَظْلِمُونَ: لا تأخذون الزّيادة من الغريم.

وَلا تُظْلَمُونَ: بنقص شيء من رأس المال.وَإِنْ كانَ وجد غريم.