﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾: تعرّض القرآن الكريم لمسألة خلق الأرض والسّماء أكثر من مرّةٍ، فقد شاء سبحانه وتعالى أن يخلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ من أيّام الدّنيا، وهو قادرٌ جلّ جلاله أن يخلقها بأقلّ من طرفة عينٍ، وهناك فارقٌ بين إيجاد الشّيء وطرح مكوّنات إيجاد الشّيء، وهذا يحدث بالنّسبة لأفعال البشر، فهل أفعال الله سبحانه وتعالى تحتاج إلى علاجٍ؟ إنّ أفعال الله عزّ وجلّ لا علاج فيها؛ لأنّها كلّها تأتي بكلمة:﴿كُن﴾.
﴿ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ﴾: العرش في اللّغة العربيّة هو سرير الـمُلك، والله سبحانه وتعالى سمّى سرير ملكة سبأ بالعرش فقال جلّ جلاله: ﴿ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)﴾ {النّمل}، قال المفسّرون: عرش الباري سبحانه لا يُحدّ؛ لأنّ الله جلّ جلاله لا يُحدّ، وهو مُضافٌ إلى الله سبحانه وتعالى للكناية عن مُلك الله عزّ وجلّ ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ فلا يقولنّ قائلٌ: كيف كان عرشه؟ ولا يتصوّر عرشاً كعرش الـمُلك، وماءً كماء البحار، وإنّما هذا من علم الغيب الّذي اختصّ به الله سبحانه وتعالى فكلّ ما يتعلّق بالله جلّ جلاله من صفاته وأفعاله لا نستطيع إدراكها فهو سبحانه وتعالى:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ {الشّورى: من الآية 11}، فهنا أخبرنا سبحانه وتعالىبذلك، ولكنّ الكيف مجهولٌ بالنّسبة إلينا.
﴿ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾: الابتلاء هو اختبارٌ، فوجود الإنسان في هذه الحياة هو اختبارٌ.
﴿ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾: فهي أعمالٌ يُحصيها الله سبحانه وتعالى لنا، قال جلَّ جلاله: ﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41) ﴾ {النَّجم}
﴿ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾: سحرٌ واضحٌ، محيطٌ بكلّ من يريد أن يسحره، ولكن بقاؤهم كافرين دليلٌ على أنَّه ليس بسحرٍ، وإلَّا لِمَ لَمْ يسحرهم أيضًا؟ فهذه قضيةٌ مردودةٌ.