من أسماء سورة (التّوبة) سورة (الحافرة)؛ لأنّها تخرج المخبّأ من المنافقين، ويُطلق العلماء عبارة: (مناهل التّوبة)؛ أي الآيات الّتي فضحت المنافقين وتبدأ بقوله سبحانه وتعالى: (وَمِنْهُمُ)، (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ )، (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ)، (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّه) ، ومنهم ومنهم، هذه يسمّونها مناهل (التّوبة).
(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ): الأُذن هي وسيلة إدراكٍ، وهي الجارحة العمدة في الإنسان، وعندما يطلقون جارحة أو وسيلة إدراكٍ على الإنسان يقولون: سمّيع، أو يده طويلة، الجارحة هي اليد، لكن المقصود السّرقة، فإذاً عندما يقولون: أُذُن؛ أي يبني الأحكام والآراء كلّها على ما يقال له، يعطي أذنه للكلام كلّه، فيجيب المولى سبحانه وتعالى عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم يقول جلّ جلاله:
(قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ): هو يسمع من السّماء، والسّماء تعطي الخيريّة للنّاس، فهو يسمع من الوحي إذاً هو نقضٌ لفكرة أنّه هو أُذن؟ يقول المولى: نعم أذنٌ لكن أذن خير، لماذا؟ لأنّه يسمع من جبريل عليه السّلام، ويعطي منهج الله سبحانه وتعالى، منهج الخيريّة للنّاس جميعاً.