(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ): المنافق يريد دليلاً حتّى يغطّي كذبه فيحلف بالله سبحانه وتعالى.
(لِيُرْضُوكُمْ): الّذي يريد إرضاء النّاس لا يضع في معياره وحسابه الله سبحانه وتعالى، وإرضاء البشر غايةٌ لا تُدرك؛ لأنّ للنّاس أهواءً، والأهواء تتصارع، فإذاً لا بدّ من أن يكون الرّضا لربّ النّاس وليس للنّاس، هم يحلفون بالله عزّ وجلّ ليرضوكم فالله سبحانه وتعالى يجيب:
(وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ): لم يقل: (الله ورسوله أحقّ أن يرضوهما)؛ لأنّ رضا الله سبحانه وتعالى من رضا رسول الله :، ورضا رسول الله : من رضا الله عزّ وجلّ فوحّد الضّمير، وهذا التّوحيد للضّمير لا يكون أبداً إلّا لرسول الله :، وهذه مكانةٌ اختصّ الله سبحانه وتعالى بها النّبيّ :.
(إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ): الشّرط هو: (إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ)، فالمؤمن هو الّذي يحلف بالله سبحانه وتعالى ليرضي الله ورسوله، ويكون اتّجاه حركته في الحياة باتّجاه إرضاء الله جلّ جلاله ، أمّا غير المؤمن فهدفه هو إرضاء النّاس.