الآية رقم (115) - وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا

﴿وَمَن يُشَاقِقِ﴾: أي يشقّ، ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ﴾ أي يخالف نهجه، ﴿مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ﴾ الهدى هو الطّريق الموصل إلى الغاية، ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: من الآية 153]، فإذاً: من يشاقق الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم من بعد أن تبيّن له الصراط المستقيم، الطّريق الموصل إلى الغاية وإلى مرضاة الله سبحانه وتعالى، وهو كتاب الله سبحانه وتعالى وسنّة سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بأوامره وأفعاله وأخلاقه، ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾ فستكون ولايته لما تولّاه من ضلالٍ وإضلالٍ.

﴿وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾: سيكون المصير مصير السّوء في يوم الحساب، ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشّعراء].

وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ: من شرطية مبتدأ يشاقق مضارع فعل الشرط مجزوم وفاعله مستتر والرسول مفعوله واسم الشرط مبتدأ والجملة مستأنفة

مِنْ بَعْدِ: متعلقان بيشاقق

ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والهدى فاعله والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالإضافة

وَيَتَّبِعْ: عطف على يشاقق

غَيْرَ: مفعول به

سَبِيلِ: مضاف إليه

الْمُؤْمِنِينَ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم

نُوَلِّهِ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة فاعله نحن والهاء مفعوله الأول

ما تَوَلَّى: ما اسم موصول في محل نصب مفعول به ثان والجملة صلة الموصول

«وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ» عطف على «نُوَلِّهِ ما» وهي مثلها وجملة «نُوَلِّهِ» جواب من لا محل لها لم ترتبط بالفاء أو إذا.

وَساءَتْ مَصِيراً: فعل ماض جامد لإنشاء الذم مصيرا تمييز والجملة معطوفة

وَمَنْ يُشاقِقِ: يعادي ويخالف، كأن كل واحد من المتعاديين يكون في شق.