الآية رقم (116) - إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا

﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾: فتح سبحانه وتعالى باب التّوبة فهو يغفر كلّ الذّنوب بدليل هذه الآية، وأطلق مشيئته سبحانه وتعالى.

﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾: إذاً هو يغفر كلّ الذّنوب باستثناء الإشراك بالله جلَّ جلاله، قد يقول قائلٌ: إنّ الله سبحانه وتعالى يقول في آيةٍ أخرى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزّمر]، فكيف يقول: إنّه يغفر الذّنوب جميعاً، وهنا يقول: إنّه لا يغفر أن يشرك به؟ يجب أن نتبيّن أنّ الإشراك بالله سبحانه وتعالى ليس ذنباً، فالذّنب هو أن تعصي وأنت تعلم أنّ هناك إلهاً، أمّا أن تنكر وجود الله فهذا إشراكٌ وليس ذنباً، فلا تناقض بين الآيتين.

﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ﴾؛ لأنّه لا تستقيم الأمور أنّ يغفر الله لمن لا يؤمن به، فهو يغفر لمن يؤمن به ويرتكب الذّنوب ومن ثمّ يتوب، والله تعالى يغفر لمن يشاء كما جاءت هذه الآية، وقد فتح سبحانه وتعالى باب التّوبة.

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها

لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ: يغفر فعل مضارع والمصدر المؤول مفعوله

بِهِ: متعلقان بالفعل المجهول يشرك

جملة «لا يَغْفِرُ … » خبر إن

وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ: ما اسم الموصول مفعول به والظرف دون متعلق بمحذوف صلة ما ذلك اسم إشارة مضاف إليه

لِمَنْ: متعلقان بيغفر قبلها وجملة «يَشاءُ» صلة الموصول.

وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ: اسم الشرط مبتدأ لفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بفعل الشرط

جملة «فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً» في محل جزم جواب الشرط «ينظر في الآية 48»

وَيَغْفِرُ المغفرة: ستر الذنب، والمغفور له: أن يدخله الله الجنة بلا عذاب، ومن شاء عذّبه من المؤمنين بذنوبه، ثم يدخله الجنة.