﴿وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾: هنا يقول: أفلا تعقلون أي فكّروا بعقولكم أيّها النّاس فمهما طالت هذه الحياة الدّنيا فستنتهي، إذا ولدت فأنت ستموت، كان سيّدنا الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه يقول: “مسكينٌ ابنُ آدَمَ، مَكتومُ الأجل، مَكنونُ العِلَل، محفوظ العمل، تؤلِمه البقَّة، وتقتله الشَّرْقَةُ، وَتُنتِنهُ العَرْقَة، عجبت كيف يفرح بالدّنيا مَن يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، كيف يفرح بالدّنيا مَن تقوده حياته إلى موته ويقوده عمره إلى أجله”.
القضيّة تُدرك بتفكّرٍ وبتدبّرٍ وبعقلٍ، فنحن نرى بأنّ هذه الحياة الدّنيا زائلةٌ، وأنّها ستمرّ مرّ السّحاب، وأنّنا سنأتي إلى ذلك اليوم الّذي سنواجه فيه الموت، وسنواجه لقاء الله سبحانه وتعالى، وسنواجه الحساب والعقاب.