الآية رقم (32) - وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ

﴿وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾: هنا يقول: أفلا تعقلون أي فكّروا بعقولكم أيّها النّاس فمهما طالت هذه الحياة الدّنيا فستنتهي، إذا ولدت فأنت ستموت، كان سيّدنا الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه يقول: “مسكينٌ ابنُ آدَمَ، مَكتومُ الأجل، مَكنونُ العِلَل، محفوظ العمل، تؤلِمه البقَّة، وتقتله الشَّرْقَةُ، وَتُنتِنهُ العَرْقَة، عجبت كيف يفرح بالدّنيا مَن يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، كيف يفرح بالدّنيا مَن تقوده حياته إلى موته ويقوده عمره إلى أجله”.

القضيّة تُدرك بتفكّرٍ وبتدبّرٍ وبعقلٍ، فنحن نرى بأنّ هذه الحياة الدّنيا زائلةٌ، وأنّها ستمرّ مرّ السّحاب، وأنّنا سنأتي إلى ذلك اليوم الّذي سنواجه فيه الموت، وسنواجه لقاء الله سبحانه وتعالى، وسنواجه الحساب والعقاب.

 


([1]) سنن التّرمذيّ: كتاب الزّهد، باب منه، الحديث رقم (2377).

وَمَا: الواو استئنافية ما نافية لا عمل لها

الْحَياةُ: مبتدأ

و الدُّنْيا: صفة مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف للتعذر

إِلَّا: أداة حصر.

لَعِبٌ: خبر

وَلَهْوٌ: معطوف

وَلَلدَّارُ: الواو حالية، واللام للابتداء، الدار مبتدأ

الْآخِرَةُ: صفة

خَيْرٌ: خبر

لِلَّذِينَ: متعلقان بخبر والجملة حالية

وجملة (يَتَّقُونَ): صلة الموصول لا محل لها.

أَفَلا تَعْقِلُونَ: الهمزة للاستفهام، الفاء استئنافية، لا نافية وجملة تعقلون مستأنفة لا محل لها.

وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا: أي الاشتغال بها

لَعِبٌ: عمل لا يحقق نفعًا ولا يدفع ضررًا

وَلَهْوٌ: ما يشتغل الإنسان عما يعنيه ويهمه، والمقصود أنه تعالى جعل أعمال الدنيا المحضة لعبًا ولهواً واشتغالاً بما لا يعني، ولا يعقب منفعة دائمة، كما تعقب أعمال الآخرة المنافع العظيمة، أما الطاعة وكل ما يعين عليها فمن أمور الآخرة.

وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ: أي الجنة

خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ: الشرك

أَفَلا تَعْقِلُونَ: فتؤمنوا