الآية رقم (33) - قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ

هذه الآية تسليةٌ لقلب النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

﴿قَدْ﴾: هنا للتّحقيق، أي تحقيقٌ بعلم ما يحدث.

﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾: والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يحزن عندما يرى أنّه يدعو النّاس إلى الخير وهم يقابلونه بالشّرّ، فقالوا عنه: ساحرٌ، وقالوا: مجنونٌ، وقالوا: كذّابٌ، وقالوا: مفترٍ، وقالوا: أضغاث أحلامٍ، لم يتركوا صفةً من الصّفات المذمومة إلّا وقالوها، وهو صلَّى الله عليه وسلَّم الصّادق الأمين، لذلك أراد الله تبارك وتعالى أن يرفع الحزن عن هذه النّفس العظيمة، نفس محمّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال له: يا محمّد، ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾، وهذه تسليةٌ لقلب النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فعندما ذهب صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الطّائف، أغروا به غلمانهم ليلقوا عليه الحجارة ويشتموه فما كان منه إلّا أن قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «اللّهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي وهواني على النّاس، أنت أرحم الرّاحمين، إلى من تكلني؟! إلى عدوٍّ يتجهّمني؟ أم إلى قريبٍ ملّكته أمري؟ إن لم تكن غضبان عليّ فلا أبالي، غير أنّ عافيتك أوسع لي»([1]).

قَدْ: تفيد التقليل مع المضارع، أما بالنسبة لله فيراد بها التكثير

نَعْلَمُ: مضارع يتعدى لمفعولين ولكنه علق بسبب لام الابتداء في خبر إن ولهذا كسرت همزتها بعد نعلم

إِنَّهُ: إن واسمها

لَيَحْزُنُكَ: فعل مضارع والكاف مفعوله، واللام المزحلقة والجملة في محل رفع خبر إن، والهاء اسمها

الَّذِي: اسم موصول فاعل

والجملة الفعلية (يَقُولُونَ): صلة الموصول لا محل لها، وجملة قد نعلم استئنافية لا محل لها.

فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ: يكذبونك فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة في محل رفع خبر إن والهاء اسمها، الفاء تعليلية وعلى ذلك فالجملة لا محل لها

لكِنَّ: حرف مشبه بالفعل

الظَّالِمِينَ: اسمها المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم

بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور قبله (بِآياتِ) ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل رفع خبر لكن وجملة ولكن الظالمين معطوفة على ما قبلها بالواو العاطفة.

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ: قد: للتحقيق، وإنه: الضمير للشأن

لَيَحْزُنُكَ: الحزن: ألم نفسي يحدث بسبب فقد محبوب، أو امتناع مرغوب، أو حدوث مكروه.

الذين يقولون: لك من التكذيب

فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ: في السر، لعلمهم أنك صادق، والتكذيب: الرمي بالكذب.

بِآياتِ اللَّهِ: القرآن

يَجْحَدُونَ: الجحود: إنكار ما ثبت في القلب، أو إثبات ما نفي فيه.