الآية رقم (31) - قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ

﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ﴾: لماذا الخسارة؟ الإنسان يعمل فيزيد رأس المال، فإذا نقص رأس المال نقص الرّبح فخسر العمل والرّبح معاً، والّذين كذّبوا بلقاء الله عزَّ وجلّ كلّ عملهم ذهب هباءً منثوراً، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا﴾ [الفرقان].

﴿حَتَّى﴾:  جسرٌ ما بين شيئين، ما بين الدّنيا والآخرة.

﴿حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً﴾:  لأنّ السّاعة ستأتي بغتةً، والسّاعة بالنّسبة لكلّ إنسانٍ قيامته، وساعته عند وفاته أقرب إليه من نفسه، وهو لا يعلم في أيّ لحظةٍ يأتي هذا الأجل فعندما يأتي الأجل فقد قامت قيامة الإنسان، وبالتّأكيد القيامة الكبرى عندما يقف النّاس لربّ العالمين، لكن الانتهاء من دور الحياة الدّنيا يكون في اللّحظات الّتي يموت فيها الإنسان في هذه الدّنيا لذلك قال الشّاعر:

نسير إلى الآجال في كلّ لحظةٍ
ولم أر مثل الموت حقّاً كأنّما
وما أصعب التّفريط في زمن الصّبا
ترحّل من الدّنيا بزادٍ من التّقى 

وأعمارنا تُطوى وهنّ مراحل
إذا ما تخطّته الأمانيُّ باطل
فكيف به والشّيب للرّأس شامل
فعمرك أيّامٌ وهنّ قلائل

﴿قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا﴾: يومئذٍ يتحسّرون، ولكن لا يفيدهم تحسّرهم.

﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ﴾: هذه الأوزار تتحوّل إلى أحمالٍ وأثقالٍ على ظهورهم.

﴿أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ﴾: ما يحملون.

وهم لا يحملون أوزارهم فقط، بل وأوزار من كانوا قدوتهم في هذا العمل، ومن كانوا قدوتهم في البعد عن الله عزَّ وجلّ وعن نهجه وعن سبيله وعن عطائه وعن رحمته.

قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا: الذين اسم موصول فاعل وجملة كذبوا صلة

بِلِقاءِ: متعلقان بالفعل قبلهما

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

حَتَّى: حرف ابتداء

إِذا: ظرفية شرطية

جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ: فعل ماض ومفعول به وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة «

بَغْتَةً: حال

قالُوا: الجملة مستأنفة

يا حَسْرَتَنا: يا أداة نداء، حسرة منادى مضاف منصوب، ونا في محل جر بالإضافة

عَلى ما فَرَّطْنا فِيها: فرطنا فعل ماض والجار والمجرور متعلقان بحسرة يا حسرتنا على تفريطنا فيها.

وَهُمْ: الواو حالية هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ

والجملة الفعلية (يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ): خبره.

أَلا: حرف تنبيه.

ساءَ: فعل ماض جامد لإنشاء الذم وفاعله ضمير مستتر يفسره ما بعده

و ما: نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز أي ساء عملهم وزرا معمولا به، والجملة صفة. ويمكن أن يكون (ساءَ ما يَزِرُونَ) فعل متصرف وما اسم موصول في محل رفع فاعل أو ما مصدرية مؤولة مع الفعل بعدها بمصدر في محل رفع فاعل، ساء وزرهم أو على تقدير المفعول المحذوف، ساء هم وزرهم.

حَتَّى: غاية للتكذيب

السَّاعَةُ: القيامة: وهي موعد انقضاء أجل الدنيا والحياة وخراب العالم، وبدء الحياة الأخرى

بَغْتَةً: فجأة

يا حَسْرَتَنا: هي شدة التألم والندم على ما فات، ونداؤها مجاز، أي هذا أو انك فاحضري

عَلى ما فَرَّطْنا: قصرنا مع القدرة على الفعل فِيها أي الدنيا.

أَوْزارَهُمْ: جمع وزر: وهو الحمل الثقيل، ويطلق شرعاً على الإثم والذنب، كأنه لثقله على صاحبه كالحمل الذي يثقل ظهره.

وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ: تحمل مسئولية أفعالهم، بأن تأتيهم ذنوبهم عند البعث في أقبح شيء صورة، وأنتنه ريحًا، فتركبهم

أَلا ساءَ: بئس

ما يَزِرُونَ: يحملونه حملهم ذلك