الآية رقم (32) - وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ

﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾: الفرق ما بين اللّعب واللّهو: اللّهو يشغلك عن الواجب، أمّا اللّعب فلا يشغل عن الواجب، فمثلاً: لعبة كرة القدم هي لعبةٌ لكنّ النّاس وضعوا لها قوانين جادّة، أوّلاً يأتي النّاس قبل ساعتين ينضبطون في المدرّجات، وهناك حكمٌ يحكم بين الفريقين، وهناك ضربة جزاءٍ، إذاً وضعوا قانوناً جادّاً للعبة، واللّعب بشكلٍ عامٍّ يختلف عن اللّهو، فاللّعب لا يلهيك عن مسؤوليّةٍ أو عن عملٍ، أمّا اللّهو فلا يقدّم ولا يؤخّر، ولا يُغني عنك من الله شيئاً، ويشغلك عن مسؤوليّتك وعن عملك المكلّف به، فالحياة الدّنيا هي لعبٌ ولهوٌ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «ما لي وما للدّنيا، ما أنا في الدّنيا إلّا كراكبٍ استظلّ تحت شجرةٍ ثمّ راح وتركها»([1])، هذا الحديث النّبويّ يمثّل معنى هذه الآية تماماً، إذاً أنت تمرّ في دار ابتلاءٍ، وهي ليست دار قرارٍ، وإنّما هي دار مرورٍ، فإمّا أن تحصّل منها ما يفيد لآخرتك، وأن تبني قبرك وما بعد القبر، وإمّا أن تكون وبالاً عليك.

وَمَا: الواو استئنافية ما نافية لا عمل لها

الْحَياةُ: مبتدأ

و الدُّنْيا: صفة مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف للتعذر

إِلَّا: أداة حصر.

لَعِبٌ: خبر

وَلَهْوٌ: معطوف

وَلَلدَّارُ: الواو حالية، واللام للابتداء، الدار مبتدأ

الْآخِرَةُ: صفة

خَيْرٌ: خبر

لِلَّذِينَ: متعلقان بخبر والجملة حالية

وجملة (يَتَّقُونَ): صلة الموصول لا محل لها.

أَفَلا تَعْقِلُونَ: الهمزة للاستفهام، الفاء استئنافية، لا نافية وجملة تعقلون مستأنفة لا محل لها.

وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا: أي الاشتغال بها

لَعِبٌ: عمل لا يحقق نفعًا ولا يدفع ضررًا

وَلَهْوٌ: ما يشتغل الإنسان عما يعنيه ويهمه، والمقصود أنه تعالى جعل أعمال الدنيا المحضة لعبًا ولهواً واشتغالاً بما لا يعني، ولا يعقب منفعة دائمة، كما تعقب أعمال الآخرة المنافع العظيمة، أما الطاعة وكل ما يعين عليها فمن أمور الآخرة.

وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ: أي الجنة

خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ: الشرك

أَفَلا تَعْقِلُونَ: فتؤمنوا