الآية رقم (9) - وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا

كأنّ الله جل جلاله يقول: إنّك تستطيع وأنت موجود أن تعطي للضّعاف قوّة من خلال تمسّكك بمنهج الله، والإنسان بطبيعته يخشى على ذريّته، فإذا تعامل مع الأيتام كما أمر الله وأنفق عليهم كان هذا هو الحصن له حين يترك مِن خلفه ذريّة ضعافاً، بدليل ما جاء في سورة (الكهف) عن قصّة الرّجل الصّالح مع سيّدنا موسى عليه السلام: ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ﴾ [الكهف: من الآية 77]، دخلا قرية وكانا جائعين فاستطعما أهلها فرفضوا إطعامهما، ووجدا جداراً يريد أن ينقضّ فبناه الرّجل الصّالح، فاستغرب سيّدنا موسى: ﴿قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ [الكهف: من الآية 77]، ففي البيان الّذي ورد بعد ذلك في سورة (الكهف): ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾ [الكهف]

وَلْيَخْشَ الَّذِينَ: فعل أمر مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة والاسم الموصول فاعل

لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجار والمجرور متعلقان بالفعل ولو حرف شرط غير جازم

ضِعافاً: صفة

خافُوا عَلَيْهِمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها

فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر والواو فاعل والله لفظ الجلالة مفعول به والجملة معطوفة

وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وفاعله ومفعول مطلق وصفة له والجملة معطوفة على ما

وَلْيَخْشَ: ليخف على اليتامى، الخشية: الخوف مع تعظيم المخوف حال الأمن.

لَوْ تَرَكُوا: أي قاربوا أن يتركوا.

مِنْ خَلْفِهِمْ: أي بعد موتهم.

ذُرِّيَّةً: ضِعافاً أولادًا صغارًا.

خافُوا: عَلَيْهِمْ الضياع.

فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ: في أمر اليتامى وليأتوا إليهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعدهم.

وَلْيَقُولُوا: لمن حضرته الوفاة.

سَدِيداً: صوابًا محكمًا، والمراد موافقاً للدين .