الآية رقم (9) - وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا

فصلاح الآباء عاد على هؤلاء الأبناء الأيتام، وهنا من خلال هذه الآية بيّن الله أنّك إذا خفت على ذريّة ضعاف فبتمسّكك بالإحسان إلى الأيتام والفقراء والمساكين واتّباع منهج الله تضمن لهم المستقبل، فضمان المستقبل لا يكون بالمال وإنّما يكون بالقيم والأخلاق، فإذا أخذت بالقيم الإيمانيّة والأخلاقيّة وبالإحسان إلى الفقراء والمساكين واليتامى… إلخ فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين.

﴿فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا﴾: إيّاك أن تعتقد أنّ المال هو الّذي يضمن ضعاف ذرّيّتك من بعدك، الّذي يضمنهم هو رعاية الأيتام الّذي هو من أجلّ الأعمال، ويكفينا أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يتيماً وقد قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا»، وأشار بالسّبابة والوسطى، وفرّج بينهما شيئاً([1]).

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الطّلاق، باب اللّعان، الحديث رقم (4998).

وَلْيَخْشَ الَّذِينَ: فعل أمر مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة والاسم الموصول فاعل

لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجار والمجرور متعلقان بالفعل ولو حرف شرط غير جازم

ضِعافاً: صفة

خافُوا عَلَيْهِمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها

فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر والواو فاعل والله لفظ الجلالة مفعول به والجملة معطوفة

وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وفاعله ومفعول مطلق وصفة له والجملة معطوفة على ما

وَلْيَخْشَ: ليخف على اليتامى، الخشية: الخوف مع تعظيم المخوف حال الأمن.

لَوْ تَرَكُوا: أي قاربوا أن يتركوا.

مِنْ خَلْفِهِمْ: أي بعد موتهم.

ذُرِّيَّةً: ضِعافاً أولادًا صغارًا.

خافُوا: عَلَيْهِمْ الضياع.

فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ: في أمر اليتامى وليأتوا إليهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعدهم.

وَلْيَقُولُوا: لمن حضرته الوفاة.

سَدِيداً: صوابًا محكمًا، والمراد موافقاً للدين .