(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ): كان من المفروض أن تكون رغبتهم إلى ربّهم وليس إلى المال والصّدقات والعطاءات وما يتعلّق بهذه الحياة الدّنيا، فعلى الإنسان أن ينظر إلى ما يقسمه الله سبحانه وتعالى والرّسول الكريم له، لذلك قال سبحانه وتعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ).
(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ): أي لا نضع في حسابنا إلّا الله سبحانه وتعالى، لأنّه سيؤتينا من فضله، وفضل الله سبحانه وتعالى ليس مقصوراً على المال والغنائم فقط، وإنّما فضله سبحانه وتعالى في رزق السّلب أيضاً؛ أي أنّه يمنع عنك أن تدفع أموالاً على مرضٍ أو حاجةٍ أو أمرٍ من الأمور الّتي لا ترغبها، فالإنسان في هذه الحياة الدّنيا معرّضٌ لشتّى أنواع الابتلاءات، فيجب أن يرغب إلى ربّه سبحانه وتعالى وليس إلى جيبه وماله؛ لأنّ المال لن يعطي الثّمرة ولن يعطي للإنسان الضّمان والأمان مهما جمع وكنز من مالٍ، فهب أنّ لك كلّ ما في هذه الحياة من أموالٍ، ومُنعت صحيّاً من أن تشرب كأس ماءٍ، أو أن تأكل، أو أن تنام، فماذا تفيد هذه الأموال؟
هَبْ أنّك قد ملكت الأرضَ طُرّاً أليس غداً مصيرك جوف قبرٍ . |
ودانَ لك البلاد فكان ماذا؟! ويحثو التّرب هذا ثمّ هذا؟! . |
فليجعل الإنسان عزّه بربّه وليس بماله، ولتكن رغبة الإنسان إلى ما عند الله سبحانه وتعالى، وما عند الله خيرٌ وأبقى للإنسان، فليست الحياة بالحصول على المال، وإنّما بالحصول على الاطمئنان، قال سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ]الرّعد[، لذلك كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دائماً يوصي النّاس بالإكثار من قراءة القرآن والذّكر والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بالدّعاء.