الآية رقم (10) - وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ

هنا يُسلِّي الحقّ سبحانه وتعالى رسولَه الكريم، ويوضّح له أنّ ما حدث له من إنكارٍ ليس بِدعاً، بل حدث مثله مع غيره من الرّسل -عليهم السّلام- سواء من إنكارٍ أو تجاهلٍ أو سخريةٍ واستهزاء.

وإذا كنت أنت سيّد الرّسل وخاتم الأنبياء -عليهم السّلام-؛ فلا بُدَّ أن تكون مشقّتك على قَدْر مهمّتك، ولا بُدَّ أن يكون تعبُك على قَدْر جسامة الرّسالة الخاتمة.

﴿ شِيَعِ ﴾: تعني الجماعة، وهم مَن يجتمعون على مذهبٍ واحد، سواء كان ضلالاً أم حقّاً، والمثَل على مَنِ اجتمعوا على باطل هو قوله الحقّ: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا ﴾ [الأنعام: من الآية 65]، والمثَل على مَنْ اجتمعوا على الحقّ قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ﴾ [الصّافّات]، وقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ﴾ ، يعني أنّك لن تكون أقلّ من الرُّسل السّابقين -عليهم السّلام-، بل قد تكون رحلتك في الرّسالة شاقّة بما يناسب مهمّتك.

«وَلَقَدْ» الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق

«أَرْسَلْنا» ماض وفاعله والجملة جواب قسم لا محل لها

«مِنْ قَبْلِكَ» صفة لمفعول به محذوف تقديره رسلا من قبلك والكاف مضاف إليه

«فِي شِيَعِ» متعلقان بصفة ثانية

«الْأَوَّلِينَ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم

فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ أي أصحابهم.