الآية رقم (4) - وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ

هذه السّورة نزلت في مكّة، فأيّ ذكرٍ هذا الّذي رفعه الله سبحانه وتعالى له، وهو لم يكن يستطيع الصّلاة عند الكعبة، وهو في مكّة مُحَاصَرٌ مُطَاردٌ؟ الجواب: هذا من إعجاز القرآن الكريم، فالأذان لم يُفرض ولم يصبح واجباً في مكّة وإنّما في المدينة، فقد قرن الله سبحانه وتعالى  اسمه العظيم باسم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فنقول في الأذان: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وفي كلّ أذانٍ وإقامةٍ وفي التّشهّد ويوم الجمعة وعلى المنابر وفي الأعياد ويوم عرفة وأيّام التّشريق وعند الجمار وعلى الصّفا والمروة وفي كلّ موضعٍ وبيتٍ وموطنٍ نصلّي على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، ويُرفَع اسمه صلَّى الله عليه وسلَّم على مدار الزّمان والمكان، ومن رفع الله سبحانه وتعالى  ذكره فلن يستطّيع بشرٌ أن يمنعه.

وَرَفَعْنا: ماض وفاعله

لَكَ: متعلقان بالفعل

ذِكْرَك: مفعول به. والجملة معطوفة على ما قبلها.

وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ: بالنبوة وغيرها، كأن جعلتك تذكر مع ذكري في الأذان والإقامة والتشهد والخطبة وغيرها