الآية رقم (6) - لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ

﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ﴾: المشكّكون في القرآن الكريم يقولون: إنّ القرآن فيه تناقضٌ؛ لأنّه يقول في سورة (يس): ﴿ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ ﴾، ويقول في سورةٍ أخرى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ [مريم]، وإسماعيل عليه السلام رسولٌ جاء للعرب، فكيف يقول القرآن الكريم: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ﴾، مع أنّ آباءهم قد أُنذروا بإسماعيل عليه السلام، وقد قال سبحانه وتعالى في آيةٍ أخرى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر: من الآية 24]؟ الجواب: كلّ من يشكّك في القرآن الكريم لا يعلم أسراره وأسرار اللّغة العربيّة، ولا ينبغي لأحدٍ أن يتصدّى ويقول بالقرآن الكريم برأيه، فالّذي يتحدّث بالقرآن الكريم يجب أن يكون عالماً ليس فقط بالشّريعة، وإنّما باللّغة العربيّة أيضاً، وهذه من أهميّة تفسير كتاب الله عز وجل؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ﴾، فهي ليست (ما) النّافية، بل هي اسمٌ موصول، والمعنى: لتنذر قوماً بالّذي أُنذِر به آباؤهم، فهو ينذر بما أنذر به إسماعيل عليه السلام.

﴿غَافِلُونَ﴾: فإسماعيل عليه السلام أنذرهم لكنّهم كانوا غافلين عن ذلك.

«لِتُنْذِرَ قَوْماً» اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وقوما مفعوله والفاعل مستتر

«ما» نافية

«أُنْذِرَ» ماض مبني للمجهول مبني على الفتح

«آباؤُهُمْ» نائب فاعل والهاء مضاف إليه والجملة في محل نصب صفة لقوما

«فَهُمْ غافِلُونَ» مبتدأ وخبر والجملة تعليلية لا محل لها