﴿بِمِيثَاقِهِمْ﴾: أي بما عاهدوا وعقدوا وواثقوا الله سبحانه وتعالى.
رفع الله سبحانه وتعالى فوقهم جبل الطّور حتّى كاد أن يضربهم وينزل عليهم، وأخذ منهم عهداً وميثاقاً أن يأخذوا ما آتاهم سبحانه وتعالى بكلّ قوّة.
﴿وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾: أي ساجدين.
﴿وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ﴾: السّبت من السّبات ومن السّكن فهو يوم راحةٍ، والقصّة معروفةٌ؛ فعندما تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم ابتلاءً؛ لأنّهم لا يستطيعون الصّيد، كانوا يحتالون ويعتقدون أنّهم يخادعون الله سبحانه وتعالى في ذلك.
إنّ بعض الآيات وبعض الأحداث الّتي تتعلّق باليهود يوردها الله سبحانه وتعالى بشكلٍ سريعٍ تسليةً لقلب الرّسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم ممّا يعانيه من اليهود ومن نقضهم الميثاق والعقود وتآمرهم مع مشركي قريش ومشركي العرب في ذلك الوقت. هذه الآيات ستأتي في سورٍ أخرى وبشكلٍ أوضحٍ ومفصّلٍ، وعندها سنفصّلها إن شاء الله تعالى.
طلبوا أن ينزّل عليهم الله عزَّ وجلّ المنّ والسّلوى، وجاوز بهم البحر، وطلبوا أن يروا الله سبحانه وتعالى جهرةً، ورفع فوقهم الطّور، أمرهم أن يدخلوا الباب سجّداً، وقال لهم: ﴿لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ﴾.. هذه الأوامر من الله سبحانه وتعالى نقضوها كلّها ولم يستجيبوا لأمره جلّ وعلا.