الآية رقم (38) - وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

القرآن الكريم عربيٌّ، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف]، وعند الوقوف على هذا النّصّ القرآنيّ نجد أنّ القرآن يخاطب هنا البشريّة كلّها وليس العرب فقط، والعروبة ليست حالةً عنصريّةً كما يقول بنو إسرائيل: إنّهم شعب الله المختار، فاللّغة العربيّة بالنّسبة لنا هي الوعاء الحضاريّ لكلّ الشّعوب الّتي انتمت للإسلام، وهي اللّغة المقدّسة؛ لأنّها الوعاء لكلام الله سبحانه وتعالى، قال :: «أحبّوا العرب؛ لأنّي عربيّ والقرآن عربيّ وكلام أهل الجنّة عربيّ»([1])، واللّغة العربيّة فيها ميّزاتٌ كثيرةٌ، ومعانٍ كبيرة، نزل بها القرآن الكريم فهي مقدّسةٌ بقداسة كتاب الله عزَّ وجل.

وهنا في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا

تقدّم لفظ السّارق عن السّارقة، وأنهى الله تبارك وتعالى الآية بقوله: ﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ إنّ معظم من يقوم بالسّرقة هم رجالٌ، لذلك قدّم الذّكر على الأنثى، أمّا عندما قدّم الزّانية على الزّاني في قوله سبحانه وتعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾ [النّور: من الآية 2]؛ فلأنّ كلّ عمليّة زنا تبدأ بالإغراء.

وَالسَّارِقُ: الواو استئنافية السارق مبتدأ خبره محذوف أي: فيما يتلى عليكم على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه والتقدير حكم السارق والسارقة فيما..

وَالسَّارِقَةُ: عطف

فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما: فعل أمر وفاعل ومفعول به منصوب بالفتح «جَزاءً» مفعول لأجله

بِما كَسَبا: فعل ماض والألف فاعل والمصدر المؤول من ما المصدرية والفعل في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالمصدر «جَزاءً» ويجوز أن تكون ما موصولية.

نَكالًا: مفعول لأجله أو بدل جزاء

مِنَ اللَّهِ: لفظ الجلالة مجرور بمن متعلقان بنكالاً

وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.

وَالسَّارِقُ: من يأخذ المال خفية من حرز مثله

فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما: محل القطع من الرسغ، والذي يقطع به هو ربع دينار فصاعدا عند الجمهور غير الحنفية

نَكالًا مِنَ اللَّهِ: عقوبة لهما تمنع الناس من ارتكاب السرقة

وَاللَّهُ عَزِيزٌ: غالب على أمره

حَكِيمٌ: في خلقه.