إنّ العقوبة بالنّسبة للسّرقة لا بدّ من تغليظها؛ لأنّ السّارق يسرق تعب وجهد الغير، ويجب علينا أن لا نفصل الجريمة عن عقوبتها، ولا الطّاعة عن ثوابها، فإنّ من منعك أن تسرق فقد منع غيرك بأن يسرقك، وهي حماية للمجتمع.
﴿جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ﴾: أي عقوبةً وردعاً.
﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾: قال الأصمعيّ: قرأت يوماً هذه الآية: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ …﴾ وإلى جنبي أعرابيّ فقلت: (والله غفور رحيم) سهواً، فقال الأعرابيّ: كلام مَنْ هذا؟ قلت: كلام الله، قال: ليس هذا بكلام الله، أَعِدْ، فأعدتُ وتنبّهت فقلت: ﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ قال: نعم هذا كلام الله، قلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، قلت: فمن أين علمت أنّي أخطأت؟ قال: يا هذا، عزَّ فحَكَمَ فقَطَعَ، ولو غفر ورحم لما قطع. فالله عزيز حكيم هنا؛ لأنّه يردع بالعقوبة.
عزيز: أي الّذي لا يغلب، وحكيم: فهو يضع التّشريعات التي تناسب لمنع هذه الجرائم.