الآية رقم (38) - وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

إنّ العقوبة بالنّسبة للسّرقة لا بدّ من تغليظها؛ لأنّ السّارق يسرق تعب وجهد الغير، ويجب علينا أن لا نفصل الجريمة عن عقوبتها، ولا الطّاعة عن ثوابها، فإنّ من منعك أن تسرق فقد منع غيرك بأن يسرقك، وهي حماية للمجتمع.

﴿جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ﴾: أي عقوبةً وردعاً.

﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾: قال الأصمعيّ: قرأت يوماً هذه الآية: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ …﴾ وإلى جنبي أعرابيّ فقلت: (والله غفور رحيم) سهواً، فقال الأعرابيّ: كلام مَنْ هذا؟ قلت: كلام الله، قال: ليس هذا بكلام الله، أَعِدْ، فأعدتُ وتنبّهت فقلت: ﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ قال: نعم هذا كلام الله، قلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، قلت: فمن أين علمت أنّي أخطأت؟ قال: يا هذا، عزَّ فحَكَمَ فقَطَعَ، ولو غفر ورحم لما قطع. فالله عزيز حكيم هنا؛ لأنّه يردع بالعقوبة.

عزيز: أي الّذي لا يغلب، وحكيم: فهو يضع التّشريعات التي تناسب لمنع هذه الجرائم.

 


([1]) شعب الإيمان: باب في حبّ النّبيّ :، الحديث رقم (1433).

وَالسَّارِقُ: الواو استئنافية السارق مبتدأ خبره محذوف أي: فيما يتلى عليكم على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه والتقدير حكم السارق والسارقة فيما..

وَالسَّارِقَةُ: عطف

فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما: فعل أمر وفاعل ومفعول به منصوب بالفتح «جَزاءً» مفعول لأجله

بِما كَسَبا: فعل ماض والألف فاعل والمصدر المؤول من ما المصدرية والفعل في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالمصدر «جَزاءً» ويجوز أن تكون ما موصولية.

نَكالًا: مفعول لأجله أو بدل جزاء

مِنَ اللَّهِ: لفظ الجلالة مجرور بمن متعلقان بنكالاً

وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.

وَالسَّارِقُ: من يأخذ المال خفية من حرز مثله

فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما: محل القطع من الرسغ، والذي يقطع به هو ربع دينار فصاعدا عند الجمهور غير الحنفية

نَكالًا مِنَ اللَّهِ: عقوبة لهما تمنع الناس من ارتكاب السرقة

وَاللَّهُ عَزِيزٌ: غالب على أمره

حَكِيمٌ: في خلقه.