الآية رقم (26) - وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ﴾: لا تنسوا أبداً أنّكم كنتم فئةً قليلةً مستضعفةً خرجت طريدةً مضطهدةً من مكّة تحت جنح الظّلام.

﴿تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ﴾: الخطف هو الأخذ بسرعةٍ؛ لأنّه لا قوّة ولا حول ولا تمكين لكم، تخافون أن يتخطفكم النّاس، فماذا كانت النّتيجة؟ الجواب: آواكم الله سبحانه وتعالى وجعل لكم النّصرة في المدينة، لم تكن النّصرة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عشيرته ولا من قومه في قريش.

﴿وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ﴾: جعل النّصرة له من الأنصار في المدينة المنوّرة، حتّى لا يقولنّ إنسان: إنّ العصبيّة القبليّة والعشائريّة الّتي كانت سائدةً في شبه الجزيرة العربيّة هي الّتي حمت ونصرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما النّاصر هو الله تعالى، فجعل التّأييد لرسوله صلّى الله عليه وسلّم من مكانٍ آخر لا يخطر على البال.

وَاذْكُرُوا: الجملة معطوفة.

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمان متعلق بالفعل.

أَنْتُمْ: ضمير منفصل مبتدأ.

قَلِيلٌ: خبر أول.

مُسْتَضْعَفُونَ: خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان ب: مستضعفون.

تَخافُونَ: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل، والجملة خبر ثالث.

أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ: مضارع منصوب والكاف مفعول به، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.

النَّاسُ: فاعل.

فَآواكُمْ: آوى فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف والكاف مفعول به. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والجملة معطوفة.

وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والفاعل هو والكاف مفعوله والجملة معطوفة.

وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ: الجملة معطوفة.

لَعَلَّكُمْ: لعل والكاف اسمها

جملة «تَشْكُرُونَ» خبرها. وجملة لعلكم تعليلية لا محل لها.

قوله تعالى: (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ): قال الكلبي : نزلت في المهاجرين; يعني وصف حالهم قبل الهجرة وفي ابتداء الإسلام .

في الأرض: أي أرض مكة

الخطف : الأخذ بسرعة الناس رفع على الفاعل .

ورزقكم من الطيبات: أي الغنائم