﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ﴾: لا تنسوا أبداً أنّكم كنتم فئةً قليلةً مستضعفةً خرجت طريدةً مضطهدةً من مكّة تحت جنح الظّلام.
﴿تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ﴾: الخطف هو الأخذ بسرعةٍ؛ لأنّه لا قوّة ولا حول ولا تمكين لكم، تخافون أن يتخطفكم النّاس، فماذا كانت النّتيجة؟ الجواب: آواكم الله سبحانه وتعالى وجعل لكم النّصرة في المدينة، لم تكن النّصرة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عشيرته ولا من قومه في قريش.
﴿وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ﴾: جعل النّصرة له من الأنصار في المدينة المنوّرة، حتّى لا يقولنّ إنسان: إنّ العصبيّة القبليّة والعشائريّة الّتي كانت سائدةً في شبه الجزيرة العربيّة هي الّتي حمت ونصرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما النّاصر هو الله تعالى، فجعل التّأييد لرسوله صلّى الله عليه وسلّم من مكانٍ آخر لا يخطر على البال.