الآية رقم (78) - وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

أي إنّهم يلوون ألسنتهم بالكلام الصّادر عن الله سبحانه وتعالى ليحرّفوه عن معانيه، واللّي: هو الفتل، فكانوا يلوون ألسنتهم بكلام يدّعون أنّه من المنهج المنزل من عند الله سبحانه وتعالى ، وما هو بذلك، ولكنّهم يفعلون ذلك للتّنقيص من مكانة الإسلام والطّعن على الرّسول صلَّى الله عليه وسلّم، كما قالوا من قبل: (رَاعِنَا) [البقرة: من الآية 104]؛ لذلك قال الله سبحانه وتعالى مُخاطباً المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [البقرة]، وكذلك حرّفوا فقالوا: (وقولوا: حنطة)، وهم قد فعلوا ذلك حتّى نحسب هذا التّحريف من الكتاب، وما هو من الكتاب.

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً: إن وفريقا اسمها واللام المزحلقة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر

يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ: فعل مضارع والواو فاعل وألسنتهم مفعول به والجار والمجرور متعلقان بيلوون

لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ: اللام لام التعليل. تحسبوه مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل والهاء مفعول به من الكتاب متعلقان بالفعل قبلهما وهما المفعول الثاني لتحسبوه.

وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ: الواو حالية. ما نافية حجازية تعمل عمل ليس هو ضمير رفع منفصل في محل رفع اسمها من الكتاب متعلقان بمحذوف خبر والجملة في محل نصب حال.

وَيَقُولُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة معطوفة

هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: هو مبتدأ من عند متعلقان بمحذوف خبر الله لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مقول القول

وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: إعرابها كسابقتها

وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ: فعل مضارع والواو فاعل والكذب مفعوله ولفظ الجلالة مجرور بعلى متعلقان بالكذب والجملة معطوفة.

وَهُمْ يَعْلَمُونَ: جملة يعلمون خبر المبتدأ هم وجملة وهم يعلمون حالية.

يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ: من اللّي وهو الفتل والعطف، أي يفتلون ألسنتهم ويميلونها ويعطفونها عن الكلام المنزل إلى المحرّف والمبدل كإثبات النبوة الحقيقية لعيسى عليه السلام، بدلاً من المعنى المجازي الوارد على لسان عيسى، وكتحريف صفة نبي آخر الزمان.

لِتَحْسَبُوهُ: أي المحرف

مِنَ الْكِتابِ: الذي أنزله الله.

وَهُمْ يَعْلَمُونَ: أنهم كاذبون.