الآية رقم (77) - إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

عهد الله: المقصود به العهد الموجود في التّوراة. فإذاً كلّ ما آمنوا به بالنّسبة للتّوراة وما جاء فيها من أوصاف النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم ووجوب اتّباعه حين بعثته نقضوه واشتروا به ثمناً قليلاً، فما هو الثّمن القليل؟

سبب النّزول:

قيل: إنّ جماعة في عهد جدب ومجاعة دخلت على كعب بن الأشرف اليهوديّ يطلبون منه الميرة -أي الطّعام- فقال لهم: هل تعلمون أنّ هذا الرّجل رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: إنّي هممت أن أطعمكم وأن أكسوكم، ولكنّ الله حرمكم خيراً كثيراً، فتساءلوا: لماذا؟ فكانت الإجابة: لقد أعلنتم الإيمان بمحمّد، فلمّا وجدوا أنفسهم في هذا الموقف، قالوا لكعب ابن الأشرف: دعنا فترة؛ لأنّه ربّما غلبتنا شبهة، فلنراجع فيها أنفسنا، وعندما مرّت الفترة فضّلوا الطّعام والكسوة على الإيمان، وقالوا لكعب بن الأشرف: لقد قرأنا في كتبنا الموجودة لدينا خطأ، ومحمّد ليس رسولاً، فأعطاهم القوت والكسوة. وهؤلاء هم الّذين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، وهو الطّعام والكسوة.

إِنَّ الَّذِينَ: إن واسم الموصول اسمها

يَشْتَرُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة صلة الموصول

بِعَهْدِ: متعلقان بيشترون

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

وَأَيْمانِهِمْ: عطف على بعهد

ثَمَناً: مفعول به

قَلِيلًا: صفة

أُولئِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ

لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ: لا نافية للجنس خلاق اسمها مبني على الفتح لهم متعلقان بمحذوف خبر في الآخرة متعلقان بالخبر المحذوف أيضا وجملة أولئك لا خلاق في محل رفع خبر إن

وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ: لا نافية ويكلم فعل مضارع والهاء مفعوله ولفظ الجلالة فاعل والجملة معطوفة

وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ: عطف

وَلا يُزَكِّيهِمْ: الجملة معطوفة على ما قبلها

وَلَهُمْ: متعلقان بمحذوف خبر

عَذابٌ: مبتدأ

أَلِيمٌ: صفة والجملة كذلك عطف.

جملة لا خلاق لهم خبر أولئك

ويَشْتَرُونَ: يستبدلون.

بِعَهْدِ اللَّهِ: ما أنزله في كتابه من الإيمان بالنّبي وأداء الأمانة.

وَأَيْمانِهِمْ: جمع يمين: وهي الحلف بالله، والمراد هنا: أيمانهم الكاذبة أو حلفهم بالله تعالى كاذبين.

ثَمَناً قَلِيلًا: أي عوضاً يأخذونه من الدّنيا، أو رشوة، وهو قليل لأنَّ المال الذي يكون سببا في العقاب قليل مهما كثر.

لا خَلاقَ لَهُمْ: لا نصيب لهم.

وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ: أي يغضب عليهم.

وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: أي يسخط عليهم ولا يرحمهم.

وَلا يُزَكِّيهِمْ: أي لا يثني عليهم ولا يطهرهم.

وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ: مؤلم.