عهد الله: المقصود به العهد الموجود في التّوراة. فإذاً كلّ ما آمنوا به بالنّسبة للتّوراة وما جاء فيها من أوصاف النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم ووجوب اتّباعه حين بعثته نقضوه واشتروا به ثمناً قليلاً، فما هو الثّمن القليل؟
سبب النّزول:
قيل: إنّ جماعة في عهد جدب ومجاعة دخلت على كعب بن الأشرف اليهوديّ يطلبون منه الميرة -أي الطّعام- فقال لهم: هل تعلمون أنّ هذا الرّجل رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: إنّي هممت أن أطعمكم وأن أكسوكم، ولكنّ الله حرمكم خيراً كثيراً، فتساءلوا: لماذا؟ فكانت الإجابة: لقد أعلنتم الإيمان بمحمّد، فلمّا وجدوا أنفسهم في هذا الموقف، قالوا لكعب ابن الأشرف: دعنا فترة؛ لأنّه ربّما غلبتنا شبهة، فلنراجع فيها أنفسنا، وعندما مرّت الفترة فضّلوا الطّعام والكسوة على الإيمان، وقالوا لكعب بن الأشرف: لقد قرأنا في كتبنا الموجودة لدينا خطأ، ومحمّد ليس رسولاً، فأعطاهم القوت والكسوة. وهؤلاء هم الّذين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، وهو الطّعام والكسوة.