الآية رقم (118) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ

التّكاليف الإيمانيّة والأوامر الإلهيّة تأتي عادةً بعد قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ فهناك ميثاق علينا جميعاً هو ميثاق الإيمان، فلو أنّك لم تعلم الحكمة من الأمر الإلهيّ، فأنت ملتزم بالتّنفيذ بموجب ميثاق الإيمان، فعندما يمرض الإنسان مرضاً في المعدة مثلاً فإنّه يبحث عن أشهر طبيب هضميّة، فإذا ذهب للطّبيب الّذي يثق به، فإنّه سينفّذ ما يقوله له ولو أعطاه دواءً مرّاً، أو طلب منه أن يجري له عمليّة جراحيّة، فعندما آمن بالطّبيب لم يناقش أمره، ونحن لا نقول: إنّنا لا نريد أن نعرف العلّة أو الحكمة، لكنّنا نلتزم بأوامر الله ولو غابت عنّا الحكمة من ورائها، لذلك تبدأ كلّ التّكاليف دائماً بعبارة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ الّتي هي عهد الإيمان أنّك آمنت بالله ربّاً حكيماً.

﴿لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً: البطانة الّتي يبطّن بها الثّوب من الدّاخل، أي الّتي تلتصق بالجسم، والبطانة هم الخاصّة الّذين يسرّ لهم الإنسان بكلّ أموره وأحواله وكلّ ما يتعلّق به، يقولون: بطانة فلان؛ إمّا بطانة خيرٍ أو بطانة شرٍّ.

﴿مِّن دُونِكُمْ: وهم من اليهود الّذين تربطهم بهم علاقات، أو من أقربائهم المشركين.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: تقدم إعرابها

لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية والواو فاعل بطانة مفعول به

مِنْ دُونِكُمْ: متعلقان بالفعل قبلهما أو بمحذوف صفة بطانة والجملة استئنافية

لا يَأْلُونَكُمْ: لا نافية يألونكم فعل مضارع والواو فاعل والكاف مفعول به أول

خَبالًا: مفعول به ثان وقيل تمييز والجملة صفة بطانة

وَدُّوا ما عَنِتُّمْ: فعل ماض والواو فاعل ما مصدرية عنتم فعل ماض وفاعل والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به التقدير: ودوا عنتكم والجملة صفة ثانية لبطانة

قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ: قد حرف تحقيق وفعل ماض وفاعل والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة صفة ثالثة لبطانة.

وَما تُخْفِي: الواو حالية ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ تخفي فعل مضارع

صُدُورُهُمْ: فاعل والجملة صلة

أَكْبَرُ: خبر ما

جملة «وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ» في محل نصب حال.

قَدْ: حرف تحقيق

بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجار والمجرور متعلقان ببينا

إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ: إن شرطية كنتم كان واسمها وخبرها جملة تعقلون وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.

بِطانَةً: بطانة الرجل: خاصته الذين يطلعهم على أسراره، مأخوذ من بطانة الثوب:وهي القماش الرقيق الذي يبطن به الثوب من

الداخل، وعكسه الظهارة، وهي تستعمل للواحد والجمع، مذكرًا ومؤنثاً

مِنْ دُونِكُمْ: من غيركم

لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا: أي لا يقصرون لكم في الفساد

خَبالًا: منصوب بنزع الخافض وهي مثل قوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا) [التوبة 9/ 47] أي فسادا وضررًا

وَدُّوا: تمنوا

ما عَنِتُّمْ: إيقاعكم في العنت وهو الهلاك والمشقة وشدة الضرر

قَدْ بَدَتِ: ظهرت

الْبَغْضاءُ: العداوة لكم

مِنْ أَفْواهِهِمْ: بالوقيعة فيكم واطلاع المشركين على سركم

وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ: من العداوة.