التّكاليف الإيمانيّة والأوامر الإلهيّة تأتي عادةً بعد قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ فهناك ميثاق علينا جميعاً هو ميثاق الإيمان، فلو أنّك لم تعلم الحكمة من الأمر الإلهيّ، فأنت ملتزم بالتّنفيذ بموجب ميثاق الإيمان، فعندما يمرض الإنسان مرضاً في المعدة مثلاً فإنّه يبحث عن أشهر طبيب هضميّة، فإذا ذهب للطّبيب الّذي يثق به، فإنّه سينفّذ ما يقوله له ولو أعطاه دواءً مرّاً، أو طلب منه أن يجري له عمليّة جراحيّة، فعندما آمن بالطّبيب لم يناقش أمره، ونحن لا نقول: إنّنا لا نريد أن نعرف العلّة أو الحكمة، لكنّنا نلتزم بأوامر الله ولو غابت عنّا الحكمة من ورائها، لذلك تبدأ كلّ التّكاليف دائماً بعبارة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ الّتي هي عهد الإيمان أنّك آمنت بالله ربّاً حكيماً.
﴿لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً﴾: البطانة الّتي يبطّن بها الثّوب من الدّاخل، أي الّتي تلتصق بالجسم، والبطانة هم الخاصّة الّذين يسرّ لهم الإنسان بكلّ أموره وأحواله وكلّ ما يتعلّق به، يقولون: بطانة فلان؛ إمّا بطانة خيرٍ أو بطانة شرٍّ.
﴿مِّن دُونِكُمْ﴾: وهم من اليهود الّذين تربطهم بهم علاقات، أو من أقربائهم المشركين.