الآية رقم (35) - لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ

﴿ مِنْ ثَمَرِهِ ﴾: من ثمره؛ أي الحبوب والبلح والعنب وغيرها، أو من ثمر الماء الّذي أنزله الله سبحانه وتعالى من السّماء وفجّره من الأرض فأخرج به الينابيع.

﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾: هناك ثمارٌ تؤكل مباشرةً مثل الفواكه، بينما الخضار كالكوسا والباذنجان واللّوبياء يجب إعدادها وطهيها قبل أن تؤكل، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ﴾، فهناك ثمرٌ جاهز، وهناك ثمرٌ يجب أن تعمل به حتّى يكون جاهزاً لطعام الإنسان.

﴿ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾: لم يَأْتِ هُنا أمرٌ بالشّكر، ولكنّه سأل سؤالاً: ﴿أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾ بعد كلّ ذلك؛ لأنّ هذه الآيات الّتي نراها، وهذه المصانع الإلهيّة الّتي تعمل لخدمة الإنسان، هي إتقانُ خلقٍ وقدرة خالقٍ سبحانه وتعالى، الّذي سخّر لنا الماء والأنهار والشّمس والجبال، وأرانا هذه الأرض الميتة الّتي كانت جرداء كيف أحياها بالماء، وأنّك أيّها الإنسان إذا متّ فإنّك سوف تعود إلى تراب وسيتبخّر منك الماء وسيطرح هذا الماء… فهذا هو المثل الّذي أراده الله سبحانه وتعالى بكيفيّة إحياء الأرض بعد موتها.

«لِيَأْكُلُوا» اللام للتعليل ومضارع منصوب بأن المضمرة بعد اللام والواو فاعله والمصدر المؤول في محل جر باللام

«مِنْ ثَمَرِهِ» متعلقان بيأكلوا

«وَما عَمِلَتْهُ» ما موصولية معطوفة على من ثمره وعملته فعل ماض ومفعوله

«أَيْدِيهِمْ» فاعل والجملة صلة

«أَفَلا» الهمزة للاستفهام الإنكاري الفاء حرف عطف ولا نافية

«يَشْكُرُونَ» مضارع مرفوع وفاعله والجملة معطوفة على محذوف تقديره يرون هذه النعم ويستمتعون بها فلا يشكرونها.

وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ، لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أي وليأكلوا مما عملته أيديهم.
ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل وأعناب ولم تعمله أيديهم.
ويقرأ: وما عملت أيديهم بلا هاء.