وهكذا يوضّح الله سبحانه وتعالى أنّ قلوب الكفرة لا تلين بالإيمان، ولا تُحسِن استقبال القرآن الكريم، فقد امتلأت بالكفر، تماماً كما حدث من الأقوام السّابقة، فتلك سُنّة مَنْ سبقوهم إلى الكفر.
﴿سُنَّةُ﴾: السُّنّة هي الطّريقة الّتي تأتي عليها قضايا النّتائج للمُقدِّمات، وهي أوّلاً وأخيراً قضايا واحدة.
ومرّةً نجد أنّ الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب] قانونٌ إلهيّ، ونعلم أنّ الإضافة تختلف حَسْب ما يقتضيه التّعبير، فـ ﴿ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾ : تعني الأمور الكونيّة الّتي قدّرها الله سبحانه وتعالى لعباده، و﴿سُنَّةَ اللَّهِ﴾ : تعني سُنّة منسوبة إلى الله عز وجل، ومن سنن الحقّ سبحانه وتعالى أن يُهلك الـمُكذِّبين للرّسل إنْ طلبوا آيةً فجاءتهم، ثمّ واصلوا الكفر.