الآية رقم (14) - وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ

طلبوا أن ينزل إليهم مَلَكٌ من السّماء؛ لذلك نجد الحقّ سبحانه وتعالى يأتيهم بدليل أقوى مِمَّا طلبوا، ذلك أنّ نزول مَلَك من السّماء هو أسهل بكثير من أن يُنزِلَ من السّماء سُلَّماً يصعدون عليه، وفي هذا ارتقاءٌ في الدّليل، لكنّهم يرتقون أيضاً في إنكار الدّليل، وقالوا: إن حدث ذلك فَلَسوفَ يكون من فعل السّحر، ولكانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الّذي سحرهم وأعمى أبصارهم، ولَجعلهم يتوهّمون ذلك، فهكذا كان بالنّسبة إليهم في أيّ معجزة تأتي من قبل النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا بُدَّ أن نلحظ أنّ الحقّ سبحانه وتعالى قد جاء بكلمة: ﴿فَظَلُّوا﴾، ولم يقل: (فكانوا)، ذلك أنّ (كان) تُستخدمِ لِمُطلْق الزّمن، و(ظلّ) للعمل نهاراً، و(أمسى) للعمل ليلاً؛ أي: أنّ كلّ كلمة لها وَقْت مكتوب، والمقصود من (ظَلُّوا) هنا أنّ الحقّ سبحانه وتعالى لن ينزل لهم السُّلَّم الّذي يعرجُون عليه إلى السّماء إلّا في وضح النّهار؛ أي: لن نأخذهم باللّيل، حتّى لا يقولوا: إنّ الدّنيا كانت مظلمة ولم نر شيئاً؛ أي: أنّ الله سبحانه وتعالى حتّى لو فتح باباً في السّماء يصعدون منه إلى الملأ الأعلى في وضح النّهار لكذَّبوا، لذلك قال جل جلاله: ﴿ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴾.

«وَلَوْ» الواو عاطفة ولو حرف شرط غير جازم

«فَتَحْنا» ماض وفاعله

«عَلَيْهِمْ» متعلقان بفتحنا

«باباً» مفعول به

«مِنَ السَّماءِ» متعلقان بمحذوف صفة لبابا والجملة لا محل لها لأنها ابتدائية

«فَظَلُّوا» الفاء عاطفة وظل واسمها والجملة معطوفة

«فِيهِ» متعلقان بيعرجون

«يَعْرُجُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر ظلوا

فِيهِ يَعْرُجُونَ أي يصعدون.

يقال: عرج إلى السماء، أي صعد.

ومنه تقول العامة: عرج بروح فلان.

والمعارج: الدّرج