الآية رقم (22) - لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ

﴿ لَا جَرَمَ ﴾: اختلف العلماء في معنى كلمة: ﴿ لَا جَرَمَ ﴾ المعنى العامّ؛ أي حقٌّ وثابتٌ، وحين يقول الحقّ سبحانه وتعالى: ﴿لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ﴾ {النّحل: من الآية 62}؛ أي حُقّ وثبُت أنّ لهم النّار نتيجة ما فعلوا من أعمالٍ، وهنا قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22) ﴾؛ أي لا قطع لقول الله سبحانه وتعالى فيهم بأنّهم في الآخرة هم الأخسرون، ولا شيء يحول دون ذلك أبداً، ولا بدّ أن ينالوا هذا الوعيد.

﴿ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ﴾: الأخسرون: جمع الأخسر، هي أفعل التّفضيل لخاسرٍ، وخاسر: اسم فاعلٍ مأخوذٌ من الخسارة.

«لا جَرَمَ»: لا نافية وجرم ماض.

«أَنَّهُمْ»: أن واسمها وهي في تأويل المصدر فاعل لجرم.

«فِي الْآخِرَةِ»: متعلقان بمحذوف حال.

«هُمُ»: ضمير فصل.

«الْأَخْسَرُونَ»: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.

لا جَرَمَ: حقا. قال الفراء: إنها بمنزلة قولنا: لا بد ولا محالة، ثم كثر استعمالها حتى صارت بمنزلة (حقا) . تقول العرب: لا جرم أنك محسن، على معنى: حقا إنك محسن.