الآية رقم (12) - قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ

إنّ إبقاء كلمة (قُلْ) لهو أكبر دليل أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يستطيع أن يغيّر حرفاً في القرآن الكريم، فلو كان من عند نفسه كما يدّعي أعداء الإسلام لحذف كلمة (قُلْ)

(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ): بيّن الله سبحانه وتعالى أنّ الغلبة ستكون للإيمان، كما قال تبارك وتعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء]، فدائماً هناك فريقان: معسكر الإيمان ومعسكر الشّرك والكفر والفساد في الأرض، ودائماً هناك صراع بين الحقّ والباطل، لكنّ الحقّ سينتصر والدّليل هذه الآية، عندما دخل النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم مكّة عام الفتح وانتصر من دون قتال، كان بيده عصا صغيرة وهو يشير إلى الأصنام الّتي حول الكعبة فتتحطّم، وهذا دليل على أنّ الباطل سيُغلب بالحكمة والحجّة والبرهان والدّليل: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [النّمل: من الآية 64]، وليس بقوّة السّيف.

(وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ): يوم الحشر هو اليوم الّذي يجمع الله تبارك وتعالى فيه الخلائق كلّهم للحساب والجزاء، وسيكون يومها مآل الكافرين إلى جهنّم.

(وَبِئْسَ الْمِهَادُ ): والمهاد هو المكان الّذي ينام فيه الطّفل، فبئس المهاد الّذي سيؤولون إليه.

قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا:  قل فعل أمر والفاعل أنت والجار والمجرور متعلقان بالفعل قل والجملة مستأنفة وجملة كفروا صلة الموصول

سَتُغْلَبُونَ: السين للاستقبال تغلبون فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل

وَتُحْشَرُونَ: عطف على تغلبون والجملتان مقول القول

إِلى جَهَنَّمَ: جهنم اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والعجمة، والجار والمجرور متعلقان بتحشرون.

وَبِئْسَ الْمِهادُ: الواو استئنافية بئس فعل جامد لإنشاء الذم والمهاد فاعل مرفوع والمخصوص بالذم محذوف تقديره: جهنم وهو في

محل رفع مبتدأ خبره جملة بئس المهاد على أرجح الأقوال.

الْمِهادُ: الفراش.