الآية رقم (13) - قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ

يدلّل المولى سبحانه وتعالى على ما جرى في غزوة بدر، وهي أوّل صدام مسلّح يحدث بين معسكر الإيمان ومعسكر الشّرك والكفر والضّلال الّذي كان يقوده أبو جهل وأبو سفيان، وكان النّبيّ في معركة بدر لا يوجد معه أكثر من ثلاث مئة رجل، وكيف أنّ هذه الفئة القليلة الّتي استنفرها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لإعادة جزء من أموالهم وتجارتهم الّتي سرقها المشركون عندما أخرجوهم من ديارهم بغير حقّ، عندها كان الأمر السّببيّ والأمر الطّبيعيّ أن تغلب الكثرةُ القلّة، حيث كان عدد المشركين ثلاثة أضعاف المسلمين، والعتاد والسّلاح الّذي بيد المشركين أكثر بكثير من عتاد المسلمين، فالله سبحانه وتعالى يعطي دليلاً بما جرى في تلك الواقعة الّتي فرّقت بين الحقّ والباطل:

(قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ): ومعنى الآية هنا الأمر العجيب.

(فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ): القتال في سبيل الله حدّد رسول الله معناه، وهو الدّفاع عن العرض والأهل والمال والوطن من الاعتداء.

(وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ): تتمّة الجملة يجب أن تكون: (وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الشّيطان) لكن حُذفت هنا وهذا في اللّغة يسمّى احتباك، وهو أن لا تذكر في الثّانية ضدّ ما ذكر في الأولى، ولكنّها تُفهم من السّياق، والفئة الّتي كانت من مشركي قريش والّتي تقاتل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، طبعاً هي تقاتل في سبيل الشّيطان.

قَدْ: حرف تحقيق

كانَ: فعل ماض ناقص «لَكُمْ» متعلقان بمحذوف خبر كان

آيَةٌ: اسمها

فِي فِئَتَيْنِ: متعلقان بمحذوف خبر كان

الْتَقَتا: فعل ماض والتاء تاء التأنيث وحركت بالفتحة لاتصالها بألف الاثنين الساكنة وألف الاثنين فاعل والجملة في محل جر صفة

فِئَةٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأولى فئة.

تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: الجملة في محل رفع صفة لفئة

وَأُخْرى كافِرَةٌ: الواو عاطفة أخرى عطف على فئة كافرة صفة

يَرَوْنَهُمْ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به

مِثْلَيْهِمْ: حال منصوبة بالياء لأنه مثنى

رَأْيَ: مفعول مطلق

الْعَيْنِ: مضاف إليه والجملة في محل رفع صفة لأخرى

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ

يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ: يؤيد فعل مضارع واسم الموصول من مفعوله. والجار والمجرور متعلقان بيؤيد والجملة خبر

وجملة «يَشاءُ» لا محل لها صلة الموصول

إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ: لعبرة اللام المزحلقة وعبرة اسم إن المؤخر في ذلك متعلقان بمحذوف خبر إن

لأولي: اللام حرف جر أولي اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

الأبصار: مضاف إليه والجملة استئنافية.

آيَةٌ: علامة على صدق ما يقول الرسول.

الْتَقَتا: يوم بدر للقتال.

مِثْلَيْهِمْ: ضعفي المسلمين، بل أكثر منهم، إذ كانوا نحو ألف، والمسلمون ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً.

رَأْيَ الْعَيْنِ: أي رؤية ظاهرة معاينة.

يُؤَيِّدُ: يقوي.

إِنَّ فِي ذلِكَ: المذكور.

لِأُولِي الْأَبْصارِ: لذوي البصائر، أفلا تعتبرون بذلك فتؤمنوا.