الآية رقم (11) - كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ

الدّأب: العمل دون انقطاع.

(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ): أي كصنيع آل فرعون، أو كشبه آل فرعون، فضرب الله بهم المثل أنّهم استمرّوا بدون انقطاع في جحودهم وكفرهم بآيات الله وما نزل به سيّدنا موسى عليه السَّلام.

(كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا): الآية هي المعجزة أو الشّيء العجيب: (فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)[الشّعراء: من الآية 154]، أي دليل معجز.

كذّبوا بكلّ الآيات، وآيات الله سبحانه وتعالى ليست فقط في المعجزات الّتي تُبهر الأبصار، وإنّما هي أيضاً في معجزات موجودة ولكن عميت عنها الأبصار، من الهواء إلى الماء إلى شروق الشّمس إلى غروبها إلى الأمطار إلى البحار إلى الأنهار إلى كلّ ما هو مِن خلق الله سبحانه وتعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون) َ[الذّاريات]، فجحدوا بكلّ هذه الآيات فأخذهم الله سبحانه وتعالى بذنوبهم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى دعا النّاس إلى الإسلام وهو بشكل عامّ اسم لكلّ الأديان: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ) [الحجّ: من الآية 78]، (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)  [البقرة].

كَدَأْبِ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف التقدير: دأبهم كدأب آل فرعون

آلِ: مضاف إليه

فِرْعَوْنَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة

وَالَّذِينَ: الواو عاطفة أو استئنافية الذين اسم موصول مبتدأ

مِنْ قَبْلِهِمْ: متعلقان بصلة الموصول

كَذَّبُوا بِآياتِنا: فعل ماض وفاعل والجار والمجرور متعلقان بكذبوا والجملة في محل نصب حال من آل فرعون.

فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ: فعل وفاعل ومفعول به والجار والمجرور متعلقان بأخذهم، والجملة معطوفة

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ

شَدِيدُ: خبر

الْعِقابِ: مضاف إليه والجملة استئنافية.

كَدَأْبِ: كعادة، أي دأبهم كدأب.

فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ: أهلكهم بها، والجملة مفسرة لما قبلها.