الدّأب: العمل دون انقطاع.
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ): أي كصنيع آل فرعون، أو كشبه آل فرعون، فضرب الله بهم المثل أنّهم استمرّوا بدون انقطاع في جحودهم وكفرهم بآيات الله وما نزل به سيّدنا موسى عليه السَّلام.
(كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا): الآية هي المعجزة أو الشّيء العجيب: (فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)[الشّعراء: من الآية 154]، أي دليل معجز.
كذّبوا بكلّ الآيات، وآيات الله سبحانه وتعالى ليست فقط في المعجزات الّتي تُبهر الأبصار، وإنّما هي أيضاً في معجزات موجودة ولكن عميت عنها الأبصار، من الهواء إلى الماء إلى شروق الشّمس إلى غروبها إلى الأمطار إلى البحار إلى الأنهار إلى كلّ ما هو مِن خلق الله سبحانه وتعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون) َ[الذّاريات]، فجحدوا بكلّ هذه الآيات فأخذهم الله سبحانه وتعالى بذنوبهم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى دعا النّاس إلى الإسلام وهو بشكل عامّ اسم لكلّ الأديان: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ) [الحجّ: من الآية 78]، (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة].