الآية رقم (139) - قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ

المحاجّة هي الحوار بالحجّة، واليهود أهل جدل وكانوا يحاجّون رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقل لهم يا محمّد: إنّ الله سبحانه وتعالى ربّ الجميع، وهو ربّ العالمين وليس ربّ المسلمين وحدهم ولا ربّ اليهود وحدهم، وليس ربّ دين من الأديان دون غيره، بدليل أنّنا نبدأ صلاتنا بقولنا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [الفاتحة].

فالمسلمون ليسوا عنصريّين، ونحن نقبل بما جاء به القرآن الكريم، ﴿وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ [البقرة: من الآية 139]، فالفارق بين النّاس هو العمل الصّالح الخالص لوجه الله، العمل بإخلاص، وهناك من يعمل الخير ولكن يحبّ أن يطّلع النّاس عليه وهو يقوم بهذا العمل، وهذا هو الرّياء.

وقد قال شدّاد بن أوس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «أخوف ما أخاف على أمّتي الشّرك والشّهوة الخفيّة» قلت: يا رسول الله، أتشرك أمّتك من بعدك؟، قال: «نعم، أما إنّهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم…»([1])، أي مراءاة النّاس بالعمل، ونصف الدّين يتلخّص في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرىء ما نوى»([2])، أي يجب أن يقترن العمل بنيّة الإخلاص لوجه الله سبحانه وتعالى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) مجمع الزّوائد ومنبع الفوائد: ج3، الحديث رقم (5226).
([2]) صحيح البخاريّ: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، الحديث رقم (1).

قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت.

أَتُحَاجُّونَنا: الهمزة للاستفهام تحاجوننا فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل ونا مفعول به.

فِي اللَّهِ: متعلقان بالفعل قبلهما والجملة مقول القول وجملة قل استئنافية لا محل لها.

وَهُوَ: الواو حالية هو ضمير منفصل مبتدأ.

رَبُّنا: خبره والجملة في محل نصب حال.

وَرَبُّكُمْ: معطوف على ربنا.

وَلَنا: الواو حرف عطف لنا جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر.

أَعْمالُنا: مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية معطوفة على الجملة قبلها ومثلها جملة وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ» .

وَنَحْنُ لَهُ: الواو حالية نحن مبتدأ خبره

مُخْلِصُونَ: تعلق به الجار والمجرور له.

أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ: استفهام إنكاري بقصد التوبيخ والتقريع.

أَتُحَاجُّونَنا: أتجادلوننا وتخاصموننا فِي اللَّهِ أن اصطفى نبيا من العرب.

وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ: فله أن يصطفي من عباده من يشاء

وَلَنا أَعْمالُنا: نجازى بها

وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ: تجازون بها

مُخْلِصُونَ: الدين والعمل، لا نبغي بأعمالنا غير وجه الله، فنحن أولى بالاصطفاء.